يعد شم النسيم مهرجانا ينظم سنوياً في فصل الربيع ينسجم مع موروث ثقافي أقدم حيث كان من أعياد قدماء المصريين في عهود الفراعنة. ويحتفل المصريون بشم النسيم بزيارة المنتزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ، فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم، مثل: البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، والملانة (الحُمُّص الأخضر). وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم – عند الفراعنة - بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة. فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله "بتاح" – إله الخلق عند الفراعنة - وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد. ولذلك فإن تناول البيض – في هذه المناسبة - يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين، وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم. أما أرانب عيد الفصح هي عبارة عن شخصيات مصورة تقوم بتوزيع بيض عيد الفصح حيث يلبس زي الأرنب لتمثيل تلك الشخصيات بهذا العيد. ففي الأسطورة تحمل هذه المخلوقات السلال المليئة بالبيض الملون وبعض الحلوى وأحيانا ألعاب لمنازل الأطفال. ويشبه هذا العيد نوعا ما بسانتا كلوز (بابا نويل) في عيد الكريسماس بأن كليهما يقومان بتوزيع الهدايا للأطفال في ليلة الاحتفال بتلك الأعياد. وقد ذكر آنفا في عهد جورج فرانك فون في عام 1682 مشيرا إلى ثقافة الألزاس بأن الأرانب البرية تقوم بتوزيع البيض في عيد الفصح.