اتهم صلاح الدين مزوار وزير الشئون الخارجية المغربي اسرائيل بالاخلال بالتزامات السلام اسرائيل وتحريف المفاوضات بابتداع شروط تعجيزية إضافية في مواجهة الطرف الفلسطيني، معتبرا ان ذلك يمثل برهانا آخر على أن إرادة السلام ما تزال غائبة لديها . وقال مزوار في كلمة له أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم لتقييم ما آلت اليه المفاوضات على المسار الفلسطينى برعاية امريكية إن مجمل الحيثيات الأخيرة تجعلنا نتفهم قرار رئاسة دولة فلسطين الانضمام إلى 15 اتفاقية دولية، وهو قرار عبرت فلسطين من خلاله عن حقها في ممارسة سيادتها كدولة، خاصة بعد قبولها في الأممالمتحدة بصفتها "دولة مراقب غير عضو". وأشار مزوار الى أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استؤنفت منذ يوليو 2013، تحت إشراف الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي بذلت مجهودات حثيثة وأبانت عن التزام قوي لإنجاح مسلسل المفاوضات، وهذا ما لمسناه في خطوات وتحركات وزير الخارجية الامريكى الذي أكد لنا، خلال زيارته إلى الرباط منذ أربعة أيام، حرصه على ألا يفوت الطرفان هذه الفرصة التاريخية وأن تتواصل المفاوضات لبلوغ تسوية شاملة وعادلة لهذا النزاع. وأوضح أن تلك الزيارة كانت مناسبة أخرى عبر فيها المغرب عن التزاماته الثابتة تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني. وقام جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، بتسليم وزير الخارجية الامريكى يوم الجمعة الماضي، ملفا تضمن احصاء بالانتهاكات الإسرائيلية للقدس الشريف. وقال مزوار إننا نسجل من خلال هذه الدورة، أنه رغم الموقف الشجاع للرئيس محمود عباس بتشبثه بالسلام العادل من خلال خيار المفاوضات سبيلا نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة و تمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة، وفق مرجعية قرارات الشرعية الدولية وثوابت عملية السلام ومبادرة السلام العربية.... ورغم الالتزام الأمريكي الواضح، لا زال الطرف الآخر يصر على المناورة والإخلال بالالتزامات مع الاستمرار في سياسة مصادرة الأراضي وسلب الممتلكات ومحاصرة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكثيف وتيرة الاستيطان والانتهاكات المتتالية في القدس الشريف وحول المسجد الأقصى المبارك. واضاف اننا وإذ نسجل بكل أسف هذه المعطيات، نجدد تأكيدنا على دعم خيار المفاوضات، على ان اي تمديد لأمد هذه المفاوضات لن يكون ذا جدوى إلا بتجسيد الالتزام عمليا بالسير نحو الرفع النهائي للاحتلال، وإيجاد حلول توافقية لجميع القضايا العالقة. واكد مزوار انه مهما يكن من امر، نحن اصحاب حق، وينبغي الا يحجب عنا اي استفزاز او مراوغة هدفنا الأسمى الا، وهو تحقيق سلام عادل وشامل يعالج جميع قضايا الحل النهائي ويؤدي الى إقامة دولة فلسطين قابلة للحياة ومتصلة الأجزاء وعاصمتها القدسالشرقية. واشار الي أنه أمام المعطيات الواقعية، يبدو واضحا أن تحقيق هذا الالتزام رهين بالدور الضاغط للولايات المتحدة على الجانب الإسرائيلي من اجل ثنيه على الاستمرار في تعويم المفاوضات والتنصل من العهود ومواصلة سياسة الاستيطان بهدف تغيير الوضع على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع، خاصة وأن هذا المسار يزيد من إشاعة أجواء اليأس والإحساس بالغبن وبالظلم ويساهم بالتالي في تغليب كفة الأصوات الرافضة للسلام في وقت ما أحوج المنطقة فيه الى ثقافة السلام أمام التحولات الجيوسياسية التي لا يمكن التنبؤ بمآلاتها. وعقب القاء الوزير المغربي لكلمته عقد وزراء الخارجية العرب جلسة مغلقة بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس لبحث وتقييم مفاوضات السلام وكيفية دعم المفاوض الفلسطينى سياسيا وماديا واعلاميا في هذه المفاوضات . حضر الجلسة كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الذي قدم عرضا مفصلا حول ما آلت اليه الاجتماعات الثلاثية الفلسطينية الاسرائيلية الامريكية الاخيرة فى القدس .