رغم اغتراب الشاعرة المغربية ريم نجمى لسنوات عن وطنها المغرب حيث تعيش فى المانيا إلا انها ظلت متعلقة بهموم وقضايا أمتها العربية. وصدر لريم نجمى عام 2008 بالمغرب ديوان "أزرق سماوي" عن "منشورات الفرائد" بالرباط، وواصلت ابداعاتها الشعرية وصدر لها مؤخرًا ديوانها الثانى "كأن قلبي يوم أحد" الصادر فى بيروت، والتى واصلت فيه البوح بأهم معالم عالمها الشعرى وعدم انفصالها عن وطنها الام ووطنها الاكبر، وكشفت عن أنه رغم اغترابها إلا أنها ظلت مرتبطة بما يدور فى الوطن العربى من أحداث سياسية واجتماعية وثقافية. وقالت الشاعرة المغربية إنها لم تنفصل عن ثورات الربيع العربى بل كتبت عددًا من القصائد وكانت حريصة على المجيء للقاهرة مع احداث ثورة 25 يناير والنزول الى ميدان التحرير حيث انغمست فى أجوائه الثورية وكتبت قصائد مختلفة. وأكدت ريم نجمى أنه يحق للشاعر أن يتفاعل مع الحدث السياسي والاجتماعي، لكن بطريقته الخاصة وأن كيمياء الشعر ليست كيمياء عمومية، بمعنى أن على الشاعر أن يعيش الحدث العام مع حرص قوي على الاحتفاظ بالتفاصيل لنفسه. ولفتت إلى أن القصيدة لا تكون بعيدة عن الحدث بل هي دائما بقربه، تسبقه أحيانًا وتتنبأ به وتتأخر عنه أحيانًا، محتفظة لنفسها بالمسافة الضرورية، هذا يعني أن خطاب القصيدة ليس خطابًا سياسيًا ولا ينبغي أن يكون كذلك. وأضافت أن الفعل الثوري العربي الذي تحقق في الأشهر الأخيرة لم يكن معزولاً عن خطاب الشعر، مثلما لم يكن معزولاً عن الخطاب الذي تنتجه وسائل الاتصال الحديثة لافتة إلى انها استمعت عددًا من الشباب الجميل في ميدان التحرير تحدثوا عن قراءاتهم لمحمود درويش وأحمد فؤاد نجم. مثلما استعادت الثورة التونسية أيضا شاعرًا عظيمًا بقيمة وقامة أبي القاسم الشابي . وتقول ريم نجمى فى إحدى قصائدها: ليلةُ شتاءٍ سَأجِيء إليكَ بلا ضَوءٍ، حَافِيَةََ القَدَمَيْنِ. فِي اللَّيل أدْرِكُكَ- لكَ رائحةُ الشِّتَاء، إن شَمَمْتُها أُمْطِرُ. ليل كثير اللَّيْلُ كَثِيرٌ تنْقُصُنِي شَمْسٌ صَغِيرَةٌ أُعَلِّقُهَا عَلَى صَدْرِكَ. اللَّيْلُ كَثِيرٌ طِلاءُ أظَافِري أسْوَدٌ. وَوَحْدَهُ دَمِي أسيرُ أحْمَرِهِ. اللَّيْلُ كَثِيرٌ جَسَدُكَ مُوحِشٌ: نَبْضُكَ مَسْمُوعٌ كالفَرَاشة. اللَّيْلُ كَثِيرٌ يَدُكَ في يَدِي بَعِيدَةٌ. ومَعَ ذَلِكَ لَمْ نُفَكِّرْ فِي إشْعَالِ الضَّوْءِ.