في مدينة بيتهوفن، على ضفاف نهر الراين، احتضنت قاعة الاحتفالات في المبنى الرئيسي بجامعة بون هذا الأسبوع "صالون الشعر الألماني العربي الرابع" الذي قام بتنظيمه الشاعر السوري الأصل المقيم في ألمانيا فؤاد آل عواد. شارك في الصالون 12 شاعرًا وشاعرة، عرب وألمان، قرأوا قصائد تجاوب معها الجمهور العربي والألماني الذي حضر هذه الأمسية. وقال فؤاد آل عواد في "أسست الصالون ليلتقي الشعراء العرب والألمان على مستوى شعري بعيدا عن أي خلافات سياسية أو اجتماعية بين الحضارات". شارك في الأمسية من الجانب العربي الشعراء مرام المصري (سوريا) ونعيم تلحوق (لبنان) وعائشة البصري (المغرب) وحنان عاد (لبنان) وريم نجمي (المغرب) وسرجون كرم (لبنان). قرأ نعيم تلحوق قصائد من بينها "المدى الأخير"، كما قرأت مرام المصري قصيدتها "إشارة" وغيرها من القصائد التي تعبر فيها عن ذاتها. واستمع الحضور إلى قصيدة عائشة البصري "شامة" والتي تحاول فيها تعليم ابنتها الصغيرة "شامة" الفرق بين الواقع والخيال. وألقى سرجون كرم قصائده "الشامان" و"المطر الأخير" و"إس إم إس"، وألقت حنان عاد قصائد من بينها "مواساة فاشلة" و"رأفة الطبيعة"، أما ريم نجمي -الشاعرة الصغيرة- فكان من بين ما قرأت قصيدة "ليلة شتاء" و"ليل كثير". ورغم التصفيق الحار الذي لقيه الشعراء والإعجاب بتجربتهم الشعرية المملوءة بالعاطفة والتأمل، أعرب أحد الحاضرين عن افتقاده للوزن والقافية في قصائد الشعراء العرب، ووصل به الحال أن قال "هذه أمسية فيها كل شيء إلا الشعر"، فالشعر في رأيه "لابد من أن تجد فيه التفعيلة والموسيقى أما قصيدة النثر فهي شيء آخر". بينما أعرب مالك الوادعي المدرس المساعد بكلية اللغات والترجمة في جامعة الملك سعود بالرياض والذي حضر الندوة، أعرب عن إعجابه بمحاولة ترجمة الشعر العربي إلى الألمانية وبالعكس، وقال إنه شخصيا استفاد من هذا الشيء ولاسيما في عملية دقة الترجمة وهي "مسألة ليست سهلة". لكن الوادعي أعرب أيضا عن أنه كان يود أن يسمع في تلك الأمسية ولو شيئا بسيطا من الشعر الموزون المقفى "فالعرب ذواقون" لهذا النوع من الشعر، بينما لم يسمع هو في تلك الليلة سوى "أشعار من نوع واحد فقط".