أكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور اليوم الأربعاء على أن الأردن والسودان كانا على الدوام داعمين رئيسيين لتقوية التضامن العربي وتفعيل العمل المشترك في إطار جامعة الدول العربية وفي الدفاع عن القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية أمام المحافل الدولية . جاء ذلك خلال اجتماعات اللجنة العليا الأردنية السودانية المشتركة في دورتها السادسة التي عقدت اليوم في عمان برئاسة النسور والنائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول بكري حسن صالح . رحب النسور بعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وذلك بعد انقطاع دام ست سنوات بسبب الأحداث غير المستقرة في المنطقة العربية ، مؤكدا أن انعقادها يأتي تجسيدا لعمق وتميز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين. واستذكر الدور المهم والبارز الذي قام به السودان لانعقاد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم بعد حرب عام 1967 في مرحلة خطيرة وفاصلة ، وكذلك أدواره الإيجابية إلى جانب الأردن في تسوية الخلافات العربية ونزع فتيل الأزمات التي شهدتها الساحة العربية . وقال إن الحكومة الأردنية وبتوجيهات من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون مع السودان في جميع القطاعات .. مبديا رغبة الأردن في تطوير هذه العلاقات على كافة الصعد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتجاريا . وأكد دعم الأردن القوي والكامل لوحدة السودان وسلامة أراضيه ، وكذلك الاستعداد لتقديم كل ما يمكن لتعزيز التعاون بين البلدين .. وكذلك دعم مواقف السودان العادلة أمام المحافل الدولية وعلى الساحة العالمية . وشدد على أهمية التطبيق الكامل لاتفاقية منطقة التجارة الحرة الثنائية والتي وصلت إلى الإعفاء الكامل من الرسوم الجمركية والرسوم والضرائب الأخرى ذات الأثر المماثل اعتبارا من أول يناير عام 2009 لتكون رديفا مساندا لاتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى والتي دخلت مرحلة الإعفاء الكامل بالنسبة للجانب السوداني اعتبارا من يناير 2012 للمساهمة في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي مازال دون الطموح المتوقع حيث لم يتجاوز 102 مليون دولار في عام 2012 ووصل إلى 122 مليون دولار خلال عام 2013 . وأعرب عن الأمل في رؤية ثمار هذه المباحثات في مشاريع مشتركة تسهم في التنمية الاقتصادية لكل من الأردن والسودان ومنها متابعة موضوع تخصيص أراض في ولاية الجزيرة السودانية لغايات استثمارها في مجال زراعة القمح وغيرها من قبل القطاع الخاص الأردني. وأشار إلى أهمية تسهيل وتيسير النقل بين البلدين لما لذلك من دور في تعزيز حركة البضائع وبالتالي زيادة المبادلات التجارية من خلال دعوة القطاع الخاص في البلدين لدراسة إمكانية إنشاء خط ملاحي مشترك بين العقبة وبورسودان لخدمة تجارة البلدين ..مبديا الاستعداد لتوفير الإجراءات التشريعية التي تسهل تنفيذ ذلك. ومن جهته .. قال صالح إننا نتطلع أن تكون هذه الاجتماعات مثمرة ومتميزة في ظل ما تشهده الساحة الدولية من أزمات ومتغيرات..مؤكدا أهمية العمل على إيجاد مشروعات استراتيجية تعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين .. معربا عن السعادة لتنامي الاستثمارات الأردنية في السودان وبشكل خاص الاستثمار في مجال الزراعة الذي يسهم في سد الفجوة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي . وأعرب عن شكره وتقديره للأردن على مواقفه الداعمة للسودان وقضاياه في كافة المحافل الدولية..قائلا "إن الظروف الدولية تحتم علينا استمرارية التعاون والتنسيق" ..مؤكدا على موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية وصولا إلى تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة . وأبدى الجانبان ارتياحهما للتطور والتقدم المستمر الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها..مؤكدين على ضرورة العمل على تفعيل آليات التعاون بين المؤسسات الرسمية والخاصة في كلا البلدين بهدف توفير آفاق رحبة لتعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة .