* "قوات درع الجزيرة المشتركة": * انطلقت من العاصمة البحرينية في 1982 بموافقة "مجلس التعاون الخليجي" * تطورت تسميته عام 2005 بمقترح من الملك السعودي * درع الجزيرة يفشل في صد العدوان عن الكويت و "السعودية تستغيث" * دول الخليج تبعده عن موقع الخطر أثناء الغزو الأمريكي للعراق * ايران تشكو درع الجزيرة في مجلس الأمن * درع الجزيرة يؤدي دوره لأول مرة في احتجاجات البحرين 2011 * البحرين تقترح انضمام مصر و الأردن رسميا لقوات درع الجزيرة قوات درع الجزيرة.. اسم ارتبط بطوق شبه الجزيرة العربية ودولها الست المطلة على الخليج العربي، هذا الإقليم اللذي حافظ على تماسكه، حاول في وقت من الوقات أن يدعم هذا التماسك بجيش إقليمي تكون مهمته الدفاع عن أراضيه ضد أي عدو خارجي، و أخيرا هو اليوم يقترح على مصر و الأردن اللتان لا تنتمين لمجلس تعاونهم الخليجي أن تكون شريكا في هذا الجيش.. وهو ما يجعلنا أمام ضرورة ملحة لإلقاء نظرة على تاريخ هذا الدرع اللذي تم تشكيله لحفظ أمن الخليج التأسيس تأست قوات درع الجزيرة المشتركة بقرار من المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الثالثة بالعاصمة البحرينية "المنامة" في نوفمبر من عام 1982م، بعد موافقة الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، ويقودها الآن اللواء السعودي مطلق الأزيمع. ومن التصريحات المرتبطة بتأسيس هذه القوات، تصريح صباح الأحمد الصباح وزير داخلية دولة الكويت آنذاك، عندما قد قال سنة 1984م، إن تشكيل قوة درع الجزيرة هو لغرض صد الخطر الخارجي وليس للتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة خليجية، و هو التصريح الذي امتد ليؤثر على موقف الكويت أثناء أزمة احتجاجات 2011 في دولة البحرين. التسمية لغويا يشير معجم المعاني إلى مصطلح "درع"، كالآتي: منها "دروع بشريَّة" : و تعني مدنيّون من مختلف بلاد العالم معارضون للحرب ، يتطوّعون لمحاولة وقفها اعتمد القائد على الدّروع البشريّة في حماية المناطق السكنيّة من اقتحام العدوّ، بينما "الجزيرة" هي الأرض التي تحيطها المياه من كل مكان. وبسحب هذا المعنى على قوات درع الجزيرة نجد انها القوات المخصصة لدفاع عن شبه الجزيرة العربية المكونة من دول مجلس التعاون الخليجي ضد أي اقتحام من الأعداء في الخارج. أما عن أصل تسمية هذه القوات ب"درع الجزيرة"، فقد أطلق عليها هذا المصطلح رسميا من قبل المجلس الأعلي لمجلس التعاون الخليجي وقت تأسيسيها عام 1982، وتم إضافة "المشتركة" لتصبح "قوات درع الجزيرة المشتركة" في الدورة السادسة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي ب"أبوظبي"، المنعقدة في ديسمبرعام 2005 ، بمقترح قدمه في ذلك الحين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية. الموقع و التشكيل تضم أرض المملكة العربية السعودية المقر الرسمي لقوات درع الجزيرة المشتركة بمحافظة حفر الباطن, و تحديدا بمدينة الملك خالد العسكرية قرب الحدود بين الكويتوالعراق، وتتألف قوات درع الجزيرة من فرقة مشاة آلية بكامل إسنادها من المشاة والمدرعات والمدفعية وعناصر الدعم القتالي، وتتألف القوة التأسيسة من لواء مشاة يقدر بحوالي 5 آلاف جندي من عناصر دول مجلس التعاون الست "السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، البحرينوعمان" أغلب جنود قوة درع الجزيرة المشتركة من المملكة العربية السعودية و يقال أن نسبتهم تفوق ال 80% من القوات، بينما تشكل الدول الخمسة الأخرى النسبة المتبقية. وتشير هذه القوة إلى قدرة قتالية لقوات درع الجزيرة تؤهلها فقط لخوض حرب دفاعية، ومن الناحية الاستراتيجية، تشكل قوات درع الجزيرة قيمة "محدودة" من الناحية الأمنية، مما يجعلها غير مؤهلة للتصدي لأي عدوان واسع النطاق. السعودية تستغيث نظرا لهذا الضعف القتالي لقوات درع الخليج، قامت المملكة العربية السعودية،بعد الاجتياح العراقي للكويت، بتكرار دعواتها لزيادة التعاون الداخلي للدول الأعضاء في درع الجزيرة، كما دعمت اقتراح السلطان قابوس سلطان عمان بزيادة أعداد قوات درع الجزيرة إلى مائة ألف جندي، إلا أن مع هزيمة القوات العراقية في نهاية فبراير 1991 تقلصت الأصوات الداعية إلى زيادة قوات الدرع ضمن الأعضاء، ليس هذا فحسب، بل انتهى مشروع زيادة قوات الدرع في ديسمبر 1991. غزو الكويت و صمت "الدرع" قبيل الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس سنة 1990 كانت قوات درع الجزيرة المتواجدة في حفر الباطن تتألف من لواء سعودي ولواء مشترك من باقي قوات دول مجلس التعاون الخليجي والقدرة القتالية لهذا القوات هي الدخول في حرب دفاعية. في حين تألفت القوة العراقية المهاجمة للكويت من سبعة فرقة عسكرية من الحرس الجمهوري ولم تقم قوات درع الجزيرة المتواجدة في حفر الباطن بأي رد عسكري على الاجتياح العراقي للكويت، مما اظهر رمزية وفشل قوات درع الجزيرة في حماية أحد أعضاء تحالف درع الجزيرة من عدوان مباشر. ويشير مدير العمليات الحربية بالجيش الكويتي اللواء الركن فالح عبد الله الشطي بأن قائد درع الجزيرة أتصل به مع شروق شمس يوم الخميس 2 أغسطس ليخبره بعدم استطاعه تنفيذ طلبه بالتحرك إلى الكويت بسبب عدم وجود أوامر بالتحرك. نقل "درع الجزيرة" خشية من غزو العراق في خطوة قد تبدو غريبة قرر وزراء الدفاع والخارجية للدول مجلس التعاون في اجتماع عقدوه في جدة عام 2003 نقل قوات درع الجزيرة إلى الكويت أثناء حرب العراق بناءا علي طلب الكويت التي اتخذت إجراءات احترازية، و منبع الغرابة هنا أن هذا الدرع تم تكوينه بالأساس لسد أي عدوان خارجي على أراضي الخليج، وليس لنقله إلى مكان آمن عندما يكون أمن الدول مهدد!! "قطر" وتفكيك "الدرع" أعلن سلطان بن عبد العزيز في ديسمبر 2005 تفكيك قوات درع الجزيرة على أثر التوترات السعودية القطرية وإدراك مجلس التعاون أن القوات لم تكن بالمستوى المطلوب. وفي نوفمبر 2006 نظر مجلس الدفاع المشترك في دول مجلس التعاون الخليجي اقتراح سعودي لتوسيع قدرات الدرع وإنشاء نظام مشترك للقيادة والسيطرة، وكانت قوة درع الجزيرة في عام 2006 تقدر بحوالي 7000 فرد، وفي ديسمبر 2007 صرح رئيس جهاز الأمن الوطني الكويتي الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح لصحيفة جلف ديلي نيوز (بالإنجليزية:Gulf Daily News) أن دول المجلس تخطط لإنشاء بديل لقوة درع الجزيرة وقال أن الخيارات دائما تكون موحدة. وفي عام 2010 تجاوزت القوة عتبة الثلاثين ألف عسكري من ضباط وجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل. إيران تشكو "درع الخليج" في مجلس الأمن في عام 2011 وخلال فترة الاحتجاجات الشعبية الشهير في مملكة البحرين، طلبت حكومة مملكة البحرين الاستعانة بقوات درع الجزيرة وقالت إن القوات جاءت لتأمين المنشآت الاستراتيجية، ومن جهة أخرى أعتبرها البعض وخصوصا إيران بمثابة غزو للبحرين، فيما ردت البحرين على لسان وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة، ردا حاسما يفيد بأن قوات درع الجزيرة لن تبارح البحرين حتى يذهب الخطر الإيراني. تقدمت بعد ذلك إيران بشكوى في مجلس الأمن بشأن إرسال درع الجزيرة إلى البحرين ، واتُهمت القوات بارتكاب جرائم خلال تدخلها في البحرين منها منع الطواقم الطبية من تقديم العلاج للجرحى وقتل المدنيين. درع الجزيرة يفض "البحرين" في أول مهمة عمل حقيقية لقوات درع الجزيرة المشتركة، شاركت القوات في إخماد احتجاجات البحرين، شاركت آنذاك السعودية بأكبر عدد من الجنود "1,200 جندي" وبعدها الإمارات ب"800" ، بينما لم ترسل الكويت قوات برية وأرسلت قوات بحرية بقيادة المقدم ركن بحري عبد الكريم العنزي الذي صرح بأن قوته جاهزة للدفاع عن البحرين وان الدفاع عن البحرين مثل الدفاع عن الكويت. ويعود السبب في عدم إرسال الكويت أي قوات برية على حد قول الحكومة في تفضيل الكويت القيام بدور دبلوماسي وشعبي لتهدئة الأوضاع بدلا من إرسال قوات برية، سببت هذه نوع من الحيرة لدى الحكومة الكويتية بعد أن تسبب موقفها في تصعيد بعض التوترات الداخلية وخاصة بين السنة والشيعة - الذين يمثلون ما بين 25-30% من سكان الكويت. فمن جهة لم تريد الكويت التخلي عن حليفتها السعودية ومن جهة أخرى لم يريد أغلبية الشعب رؤية ثورة شيعية ناجحة، فكانت إرسال قوات بحرية بدلا من برية حلاً وسطاً. وقد خرجت عدة تظاهرات من قبل المواطنين السعوديين في شرق السعودية و بالتحديد في محافظة القطيف ومحافظة الإحساء للمطالبة بخروج قوات درع الجزيرة من البحرين. "النجدة" من مصر والأردن في شكل أقرب للاستنجاد منه لمجرد عرض مقترح وافق مجلس النواب البحرينى على اقتراح تقدم به أحد نواب المجلس، بضم مصر والأردن إلى قوات درع الجزيرة، وقرر المجلس فى جلسته الأسبوعية في مطلع ابريل 2014 إحالة الموضوع إلى لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطنى بالمجلس، باعتبارها اللجنة المختصة بهذا الموضوع. وتقدم النائب عادل المعاودة باقتراح بضم مصر والأردن إلى قوات درع الجزيرة فى أقرب وقت ممكن، وقال إن المنطقة تواجه أخطاراً تستدعى القيام بترتيبات عاجلة لا تحتمل التأخير لضم الأشقاء العرب إلى تلك القوات. وقال المعاودة إن دولة شقيقة وكبيرة مثل مصر لطالما كان أمنها جزءا لا يتجزأ من أمن الخليج، ولطالما كانت صمام الأمان للمنطقة العربية برمتها، مؤكدا أنه من المحتم قيام مجلس التعاون بتغيير استراتيجيته فى الحفاظ على أمن الخليج العربي، بعد أن غيرت القوى الغربية سياستها الخارجية تجاه المنطقة ضاربة بعرض الحائط مصالح بلدان الخليج العربية والعلاقات التاريخية المشتركة، وأشار النائب البحرينى إلى أن توحيد الجهود فى المجالات العسكرية والدفاعية بين دول الخليج والأشقاء العرب يعتبر الركيزة الأولى لاتفاقية الدفاع العربى المشترك.