من الطبيعي أن يتحول اللاعب بعد اعتزاله إلى مدرب أو إدارى ولكن المهم هو كيفية هذا التحول!! فى مصر أم الدنيا.. ولأننا البلد الوحيد الذى يدهن شعبه "الهوا دوكو" وأننا ملوك الفهلوة والاختراعات، يتحول اللاعب بمجرد أن يعلن اعتزاله إلى مدرب وبكل سهولة وبدون أى مجهود أو دراسة ولكن يكفى "شوية" علاقات مع أعضاء مجلس الإدارة والإعلاميين، ويصبح اللاعب المعتزل حديثا مدربا بل ومديرا فنيا بسرعة البرق، وللأسف إن ذلك هو بداية النهاية لمن يبتدئ حياته التدريبية كذلك. كما أن اللاعب يحتاج إلى الموهبة، فإن التدريب موهبة أخرى غير موهبة اللعب التى كان يمتلكها، بمعنى أن ليس كل من كان نجما موهوبا كلاعب يجب أن يكون نجما موهوب كمدرب، فكثير من الأفذاذ أصحاب النجومية الكبيرة وهم لاعبين لم ينجحوا وهم مدربين والعكس صحيح. فلكى تصبح نجما فى التدريب أو بمعنى أصح تحقق نتائج إيجابية فى التدريب، عليك أن تكون عندك موهبة التدريب ثم تثقلها بالدراسة، فاللاعب عندما يعتزل يكون عقله مليئا بالتدريبات والخبرات التى مرت عليه من المدربين الذين تدرب على أيديهم، ولكن كلها مشوشة وغير مرتبة، وعندما يقوم بالدراسة وتثقيف نفسه تدريبيا يتم ترتيب التدريبات والخبرات التى يختزنها ويضع القط فوق الحروف، فكرة القدم أصبحت علما ودراسة مضافة إليها الموهبة، وقد انتهت الفهلوة والفبركة. لذلك أنصح كل من يحاول أن يدخل هذا المجال أن لا يبخل على نفسه بالدراسة فهى تضيف إليه ولا تقلل منه، بل أنصحه بالاستمرار في الدراسة سنويا، فهناك الجديد فى كرة القدم كل يوم، فهل تعلم أيها المدرب أنك لا تستطيع العمل فى كثير من الدول التى بها دورى للمحترفين إلا وأنت حاصل على الرخصة A، ولكي تحصل على الرخصة A يجب أن تكون حاصلا على الرخصة C ثم الرخصة B ، فلا تبخل على نفسك بالدراسة والعلم، هذه هى القاعدة ولكن لكل قاعدة شواذ فلا تجعل الشواذ هى قاعدتك.