* أعلم أن المدربين الكبار سيرفضون هذا الكلام مسبقاً لأنه ليس علي هواهم!! أتحدث عن التدريب الكروي في مصر. ومدي عطاء المدرب. وهل نجاح أي مدرب يتوقف علي اسمه كلاعب أم علي خبرته السابقة؟! وهل نجاح المدرب مرهون بالشهادات التي يحصل عليها أم بفكره التدريبي الذي يملكه من واقع ممارساته السابقة؟!! أنا لا أصادر بهذا الكلام علي تاريخ أي مدرب فالاحترام موجود ومطلوب للجميع. لكن هناك بديهيات لابد من الحديث عنها!! فليس كل لاعب فذ موهوب يصلح أن يكون مدرباً!! وليس كل من حصل علي شهادة تدريبية. لمجرد أنه ذاكر وحضر الدراسة.. يمكنه أن يحقق نجاحاً في دنيا التدريب. لأن النجاح يتطلب مواصفات كثيرة في المدرب أو المدير الفني. فمهما كان المدرب علي علم ودراسة بفنون وطرق التدريب لن ينجح إلا بتوافر شخصية قوية مسيطرة مقنعة للاعبين. حتي لا يشعر اللاعب أنه أكبر وأهم من المدرب بالنسبة للفريق. والأمثلة كثيرة عندنا في مصر. ولو كان النجاح يتوقف علي اسم المدرب كلاعب لكان الخطيب ومن قبله عبدالكريم صقر ساحر الكرة أشهر وأفضل من عمل في التدريب. وعالمياً لم يعمل بيليه في التدريب كمحترف رغم أنه الجوهرة السوداء. حتي مارادونا لم يحقق في التدريب ربع ما حققه كلاعب. إذاً مهنة التدريب لا تعتمد علي اسم المدرب عندما كان لاعباً. لكن من الأفضل طبعاً أن يتضمن تاريخ المدرب إنجازاته كلاعب ومهاراته التي ترسخ لدي المتابع إمكاناته الكروية وتأتي بعد ذلك موهبته ورغبته في التدريب وفكره الذي اكتسبه من التدريب علي أيدي خبراء عالميين أو في أندية كبيرة شهيرة وفي بطولات كثيرة. من هنا تزيد حصيلة المدرب وتتراكم خبراته التدريبية وينعكس ذلك عليه عندما يبدأ أولي خطواته في دنيا التدريب. وعندما اختار الأهلي محمد يوسف مدرباً للفريق بعد البدري تشكك البعض في قدراته فحقق اللقب الإفريقي وعندما اختار الزمالك ميدو شكك البعض في الرجل الذي لم يكد يترك الملاعب كلاعب. بل إن بعض لاعبي الفريق كانوا "كباتن" عليه مثل عبدالواحد السيد. والمصيبة أن الكل تربص بميدو وانتظروا سقوطه وبدأ الحديث عن استبعاده بعد أول تعادل له. لكنه سرعان ما غير شكل الأداء في لقاء القناة وفاز بالأربعة وبجمال الأداء!! وفي ميدو درس لابد أن تتعلمه الأندية المصرية لأن المجازفة المحسوبة مطلوبة. وعندما يحقق ميدو النجاح في مسيرته التدريبية أظن أن الأندية ستسارع بتغيير طريقة الاختيار للأجهزة الفنية لأننا أولاً نحب الموضة والتقليد. وثانياً إيقاف المغالاة في مرتبات المدربين الذين يحسدهم عليها الوزراء في مصر!! وأظن أن مدربين مثل ميدو في الزمالك وهشام زكريا في وادي دجلة. ويوسف في الأهلي يمكن أن يغيروا جلد المدربين في مصر خلال السنوات القادمة مع احترامي لكل الخبراء الكبار!!