* وزير خارجية لبنان: * سنعمل على إنشاء تجمعات للنازحين السوريين خار الأراضي اللبنانية * نجاح القمة العربية كان مطلوبا لرأب الصدع بين الدول العربية * الإرهاب انتشر بصورة بشعة في الوطن العربي * نتمنى أن تقدم مصر ولبنان النموذج العربي المنير للمنطقة أكد جبران باسيل، وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، أن مصر أول الدول التي واجهت الإرهاب وانتصرت عليه، مشيرا إلى أنها الآن في طريقها لإنجاح خارطة الطريق، وأن عودة مصر إلى لبنان بمثابة عودة لتقديم النموذج الحضاري للمنطقة. وقال باسيل، في حوار أجراه معه "صدى البلد"، إن نجاح القمة العربية شيء كان متوقعا برغم أنها واجهت صعوبات وتحديات خطيرة أمام الدول العربية. وإلى نص الحوار.. بداية كيف ترى الدورة ال25 للقمة العربية وقراراتها؟ قرارات الجامعة العربية جاءت عظيمة ويجب تنفيذ ما جاء بها، ونجاح القمة العربية شيء كان متوقعا برغم أنها واجهت صعوبات وتحديات خطيرة لأن دولة الكويت حاولت لم الشمل العربي وتجاوز الخلافات بينهم ونجحت بالفعل في ذلك لأن رأب الصدع بين الدول العربية هام جدا لتحقيق مصالح الوطن العربي بأكمله. كيف ترى نزوح السوريين إلى لبنان؟ تم استصدار قرار بشأن سوريا في الدورة الماضية وبنيت على أساسه فكرتان أساسيتان، أولهما المساعدة العربية للدولة اللبنانية بأجهزتها ومؤسساتها التي ترزح تحت عبء النزوح الذي يستهلكهم ماديا ويستغرق قدرات الدولة اللبنانية على المساعدة. وهل لبنان قادرة على مساعدة النازحين؟ وكيف ترى توزيعهم على الدول؟ أي مساعدة مباشرة للنازحين دون مساعدة الدولة التى تستضيفهم ستؤدي للتشجيع على مزيد من النزوح، مما سيؤدي إلى إضعاف الدولة المستضيفة بالمقابل، ويجب وقف تزايد أعداد النازحين إلى لبنان وهذه إجراءات من مسئولية الدولة اللبنانية، ثانيا يجب إعادة توزيع الأعداد على الدول المجاورة والدول العربية والدول البعيدة أيضا، كما يجب العمل على إعادتهم إلى أرضهم سوريا عن طريق إيجاد حل سياسي سلمي. وهل هناك قرارات صدرت من أي جهة لهذه الأزمة؟ لدينا قرار مجلس الأمن الأخير بموضوع المساعدات الإنسانية للنازحين، وهو قرار يساعد في هذا المجال، ونحن ندعو وسنعمل على إنشاء تجمعات للنازحين السوريين خارج الأراضي اللبنانية، ونحذر من وجود مخطط ما في مكان ما يعد لإبقاء قسم من هؤلاء النازحين السوريين في لبنان لأمد طويل. هل اتخذتم إجراءً لعدم إبقائهم في لبنان؟ نعم هناك إجراءات تتخذ بهذا الخصوص، ونحذر من مخطط ما بإنشاء تجمعات عسكرية لبعض السوريين في لبنان للانقضاض باتجاه سوريا، وهذا الشيء إن كان طابعه إنسانيا أو اقتصاديا أو عسكريا يجب علينا مواجهته، ونطلب من العرب موقفا داعما لنا في هذا المجال، ونشكر القرار الخاص الذي صدر في هذا المجال. وكيف ترى الإرهاب في الوطن العربي؟ الإرهاب انتشر في كثير من الدول العربية لإضعاف الهوية العربية، وللأسف لبنان تقع أيضا فريسة الإرهاب، ونحن نرى أن هناك أعمالا عسكرية يحتجز فيها مواطنون في مدن بأكملها من قبل بعض المسلحين، ولبنان وشعبها محتجزون من قبل إرهاب أعمى وحاقد ويتسلل من بعض البلاد إلى لبنان، ومن لبنان ينطلق مجددا إلى بعض الدول العربية الأخرى وإلى دول أوروبا. من وجهة نظرك كيف نواجه الإرهاب؟ يجب أن يكون هناك عمل مشترك بين الدول لمواجهة الإرهاب، أوله دعم المؤسسة الأمنية لكي تستطيع مواجهة الإرهاب والدفاع عن لبنان بوجه الاحتلال والاحتلال الإسرائيلي وبوجه الإرهاب، ونحن حصلنا على قرار خاص بدعم وتسليح الجيش اللبناني، حيث إن مساعدة هذه المؤسسة نكون ساعدنا على قيام دولة قوية في لبنان وبمساعدة جميع العرب في مساعيهم المشتركة ضد الإرهاب. كيف ترى زيارة وزير الخارجية المصري للبنان وهل تحقيق تفاهم لبناني مصري بخصوص مكافحة الإرهاب؟ موضوع الإرهاب هو موضوع أساسي ومتفقون عليه بين مصر ولبنان لأن أول من واجه الإرهاب وانتصر عليه مصر، وهى اليوم تنفذ خارطة طريق بعد ثورة 30 يونيو، ونتمنى أن تقدم مصر ولبنان النموذج العربي المنير للمنطقة، ولا يوجد خلاف بيننا، ومصر على هذا الموضوع، فنحن نتطلع إلى دور مصري فاعل ليس فقط داخل مصر وإنما في جميع المنطقة لتلعب دورها الطليعي في مواجهة الإرهاب وتقديم نموذج الدولة المدنية القائمة على الديمقراطية في المنطقة. والعودة المصرية إلى لبنان من بابها الواسع وترابط البلدين، يقدم النموذج الحضاري للمنطقة العربية ليس من نوافذ وأبواب جانبية والتدخل في الشئون الداخلية للبنان فلا مصر تريد هذا الأمر ولا لبنان أيضا بسبب تجارب سابقة، ولدينا اليوم للمرة الأولى في لبنان فرصة وجود مظلة دولية وعربية بمساعدة لبنان ولكن مانعة أيضا للتدخل في الشئون الداخلية اللبنانية، وحكومتنا الأخيرة تشكلت من ضمن هذه المظلة ولكن بتفاهم لبناني لبناني. وكيف ترى الاستحقاق الرئاسي اللبناني؟ نتمنى أن يمر الاستحقاق الرئيس بتفاهم لبناني لبناني أو بتنافس لبناني لبناني للوصول إلى رئيس جمهورية جديد إلى لبنان مستقبل يمثل اللبنانيين ويستفيد من هذا الدعم الدولي. كيف ترى الدعم العربي للجيش اللبناني؟ هذا الأمر سيتم في إطار دولي من خلال اجتماع روما الذي سيعقد في 10 أبريل، حيث سيقدم الجيش اللبناني احتياجاته، وناقشنا دعم المؤسسات العسكرية والجيش اللبناني في الاجتماع التحضيري للقمة العربية، ووافقت القمة على مشروع القرار الذي قدمناه لتقديم الدعم العسكري للجيش اللبناني وتعزيز قدراته، وهو دعم لبنان في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة الإرهاب ومكافحة آفته عبر مساعدة الجيش اللبناني ومؤازرة جهود الحكومة الللبنانية لهذه الغاية، والمساهمة في تأمين احتياجات الجيش اللبناني ماديا وماليا، حسب المبادرات الدولية القائمة وفي إطار سياسة الدعم العربية الأخوية لجهة تزويده بالأسلحة والعتاد والمعدات التقنية واللوجستية اللأزمة له وفقا للتشريعات الوطنية لكل دولة. وهناك جهد دولي في روما سيترجم من خلال المبادرة الأممية التى انطلقت في نيويورك من رئيس الجمهورية وبمواكبة كاملة من عام 2013 بدعم كامل من الرئيس وبمواكبة كاملة من الآن وصاعدا من الحكومة اللبنانية لهذا الجهد الدولي الذي سيترجم بمساعدات أساسية، فلدينا قرار صدر على الورق لكن نتأمل أن يترجم إلى أسلحة وعتاد حتى يكون هناك جيش قوي للبنان. وهل ترى أن لبنان قادرة على مواجهة المخاطر؟ نعم نحن لدينا الآن فرصة سانحة بأن يستطيع القيام بمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهنا، ولقد أصبحت لدينا حكومة وحدة وطنية وهى فرصة حقيقية لمزيد من الحوار بين اللبنانيين، ولدينا الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار التي تعتبر غير مسبوقة للجيش اللبناني لتجهيزه لهذه المواجهة التى يمر بها، ولدينا الدعم الدولي والعربي المطلوب، ولدينا قدرات لبنانية من خلال شيء واعد للبنان وهو قوته النفطية والغازية التى نأمل أن يستطيع لبنان الاستفادة منها بسرعة حتى لا يبقى عبئا وعالة على إخوانه العرب، ومتى ما استقل لبنان ماليا فإنه سيستطيع مساعدة نفسه دون خسارة أي تأثير معنوي لأي دولة عربية شقيقة عليه، حيث إنه حينها سيستطيع أن يرتاح ويريح العالم كله من عبء مساعدته، فيجب أن يكون لبنان واحة للاستقرار والازدهار ومتنفس حقيقي. وما هو الحل الذي تراه مناسبا لحل للأزمة السورية؟ يجب أن تتطرق الحكومة السورية لحل سياسي لأن الآلة العسكرية أداة للوصول إلى حل سياسي، لكن العنف عبثي لن يوصل إلى أي نتيجة، ولبنان هو المتضرر الأكبر والأول من هذا العنف في سوريا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، وعندما نقول إن موقف لبنان يسعى لإبعاد المشاكل السورية عنه فهو موقف نابع من مصلحة لبنانية ومن مصلحة سوريا أيضا لأن الحل السياسي سيكون فيه خير لسورياولبنان وللجميع.