عمرو المصري يكتب: رهان الحصان الخاسر

قطر تحارب الإرهاب !!!!!!! هكذا كان رد فعلي علي الكلمة التي القاها الأمير تميم بن حمد في إفتتاحية الدورة ال 25 للقمة العربية , فقطر التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بكل قوة , يقول أميرها أنها تحارب الإرهاب , فتسألت حينها حول رد فعل المقامر عندما يدرك أن الحصان الذي يراهن عليه قد بدأ في الخسارة .
فقطر أمام أمرين لا ثالث لهما فإما التراجع عن رهاناتها ، أو المضي قدما فيها، بل ربما تضاعف الرهان على أمل أن الفوز في النهاية، وقد اختارت قطر الأمر الثانى في رهانها الذي يحمل مخاطر كثيرة لدعم الإخوان المسلمين، فمع خسارة الجماعة بشكل دراماتيكى بعد سلسلة الانتصارات التي حققتها منذ الربيع العربى، فإن قطر ملتزمة بإستراتيجية وتدفع ثمنا يرتفع بشكل متزايد لترددها إزاء تغيير هذا النهج , فالقرار الذي اتخذه قبل سنوات أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم بن جابر ال ثان بدعم الإخوان بدا وكأنه رهانا محفوف بالمخاطر .
وكان "حمد" يعتقد على ما يبدو أنه يستفيد من قوة متجهة للنجاح في جميع أنحاء المنطقة، ومن ثم حماية إمارته من غضب الإخوان وتعزيز موقف الدوحة في تنافسها مع السعودية، ولو نجح الإخوان في النهاية في الهيمنة على العالم العربى، فربما تستفيد قطر باعتبارها داعمة وممولة لهم من امتنان الإخوان لها .
وعندما ترك "حمد" الحكم العام الماضى، أملت دول مجلس التعاون الخليج أن يغير نجله "تميم" النهج، فقد تغيرت حظوظ الإخوان حينها ، لكن تميم لم يهدأ، واليوم تحول الامتنان في دول مثل مصر وليبيا وتونس إلى مرارة، بعدما أصبح الملايين ينظرون إلى دعم قطر للإخوان على أنه تدخل غير مرغوب به.