أكد وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح أن قادة الدول العربية حريصون على تخطي كافة الصعوبات والتحديات التي تقف حائلا دون تحقيق طموح وتطلعات الشعوب العربية. وقال الصباح في مؤتمر صحفي عقب ختام القمة العربية ال 25 المنعقدة بالكويت اليوم الأربعاء إن جميع الدول العربية أسهمت بشكل بارز لإنجاح أعمال قمة التضامن لمستقبل أفضل، مضيفا أن هذه القمة بحثت كافة المواضيع الرامية لتعزيز العمل العربي المشترك وتنفيذ البرامج والخطط والقرارات التي تصب في صالح الدول العربية ومستقبل شعوبها. و أكد الصباح أن هذه القمة عكست إصرارا عربيا حقيقا على تخطي الصعوبات وتجاوز التحديات التي تواجه المنطقة العربية في الوقت الراهن، والحرص على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك. ونوه الصباح بجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على ما بذله من جهود وعمل متواصل من أجل صياغة جدول أعمال هذه القمة وقراراتها ومراجعة أولوياتها والتوافق حولها. وأضاف أن قمة الكويت انعقدت في ظروف دقيقة تعيشها المنطقة العربية إلا أنه وفي ظل هذه التداعيات فقد اتخذت دولا عربية عديدة كالعراق ومصر وليبيا ولبنان وتونس واليمن خطوات ثابتة وواعدة في ترسيخ لحمتها الوطنية وتعزيز نهجها الديمقراطي والمضي في العملية الانتخابية قريبا وتحقيق تطلعاتها شعوبها في الرفعة والتقدم. وأشار إلى وجود قضايا ملحة تواجه العالم العربي وأبرزها الأزمة السورية والكارثة الإنسانية بسبب استمرار أعمال القتل والتهجير الذي يتعرض له الشعب السوري للسنة الرابعة على التوالي وانتقل تأثيره إلى خارج الحدود السورية وباتت تهدد الأمن والاستقرار في العالم العربي أجميع، واصبح الجميع يدرك خطورة هذه الأزمة ومدى الحاجة إلى جهود عربية ودولية جادة للتوصل لحل ينهى ماساة الشعب السوري. وأكد وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للامة العربية، لافتا إلى الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء الخارجية العرب حيث أحاطهم بأخر تطورات القضية الفلسطينية ونتائج زيارته لواشنطن التي جددت فيها المطالب المستمرة لايجاد حل عادل لهذه القضية. وأضاف الصباح أن إعلان دولة الكويت تضمن كافة التحديات والقضايا التي تلقي بظلالها على المشهد العربي القائم، مشددا على ضرورة السعي لتكثيف العمل من أجل الاستجابة لتلك المعضلات والخروج بحلول ناجحة لمعالجتها. وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه لتخليص العالم من شروره، مضيفا أنه برغم من كل التحديات والخلافات إلا أن حكمة القادة العرب دعت القمة إلى الخروج بقرارات تحاكي الواقع وتدرج الاحتياجات وتضع البرامج والخطط لتطبيقها. وردا على سؤال بشأن مصالحات الدول العربية، قال وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح إن" القادة العرب ناقشوا التحديات والمسئوليات وتطلع الشعوب العربية إلى إيجاد أرضية مشتركة للقضايا العربية في هذه القمة"، مؤكدا حرص القادة العرب على ضرورة التركيز في الوقت الحالي على خلق أرضية متفق عليها للانطلاق منها إلى خطوات أوسع. ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل على نجاح القمة العربية الخامسة والعشرين، مثمنا في الوقت ذاته على جهود الكويت في انجاح القمة. وقال العربي، في مؤتمر صحفي، إن اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي توصلت إلى تعديل ميثاق الجامعة العربية والاتفاق على إنشاء آلية جديدة للمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالعمل الاقتصادي والاجتماعي والبعد الشعبي للعمل العربي المشترك. وتطرق إلى الاقتراح الذي تقدم به ملك البحرين الخاص بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان والذي وافقت عليه القمة العربية الماضية. وحول الملف السوري، قال العربي إن الدول العربية طالبت دمشق بثلاثة مطالب أولها: وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين السياسيين وأن يتم اصلاح سياسي حقيقي طبقا لتطلعات الشعب السوري كما حدث في الدول العربية الأخرى. وأوضح العربي أنه تم إرسال الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي وذلك بناء على طلب من قوى المعارضة، مطالبا مجلس الأمن باعتباره الجهة المنوط بحفظ الأمن الدولي بضرورة إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار في سوريا. وردا على سؤال بشأن توقعات بمقاربة جديدة للتعامل مع الأزمة السورية في الحل السياسي، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن هناك اتفاقا عربيا على بنود بيان "جنيف 1" الذي يشمل وقف إطلاق النار وبدء مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة بالاتفاق مع الحكومة والمعارضة لحل الأزمة الراهنة في سوريا. وأضاف العربي أن جامعة الدول العربية لا علاقة لها بتزويد المعارضة بالسلاح. وردا على سؤال حول الأمن المائي العربي، أكد العربي على أهمية موضوع المياه، مطالبا في الوقت نفسه الدول العربية التي توجد خلافات بينهم حول موضوع المياه بضرورة إجراء اتصالات لتوصل إلى حل لهذه الخلافات.