أكد نبيل فهمى وزير الخارجية - اليوم الاحد - أن القمة العربية تأتي في مرحلة بالغة الحساسية في العالم العربي، وأن هناك العديد من القضايا العربية الحساسة على المستوى الاقليمي، و موضوعات لابد من التعامل معها لتوفير مستقبل افضل للشعوب العربية. وقال فهمي في مؤتمر صحفي عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضري لأعمال القمة العربية، إن من بين القضايا المهمة للوطن العربي ومصر تحديدا قضية الارهاب والتطرف والرجعية الفكرية ومحو الأمية، هناك عدد من القضايا الاقليمية والسعي للدولة الفلسطينية، إضافة للوضع في سوريا بكل ما يحمله من مخاطر. فهناك مخاطر لتنازع تيار الطائفية في اطار التوجه للدول العربية، وما نشهده من صدام بين تاريخ مؤلم واستحقاق للحرية والعدالة لابد أن يستجيب له الشعب السوري، فهناك محاولات لتقسيم البلد وهذا امر جد خطير. وأكد فهمي على أن المجتمع العربي يمر بتغير كبير وسريع من المشرق إلى المغرب، وهذا التغير يشمل مصر، والتي تضم أكثر من ربع سكان العالم العربي، مشيرا إلى أن الحضور المصري خلال اجتماع وزراء الخارجية كان حضور مصارحة، حضور بناء سينطلق من أهمية الحفاظ على الهوية العربية وعلى إقامة الدولة في العالم العربي كما تتحاور مع الكل انطلاقا من ايماننا بالعمل العربي المشترك. وأشار الوزير إلى أن المستشار عدلي منصور حاضر في القمة التي تقام الثلاثاء وسيلقي بيانه الواضح والصريح ويطرح مبادرة بها عدد من الاطروحات، مشيرا إلى رفع توصية للقمة من الوزراء بأن تقوم مصر باستضافة القمة القادمة في مارس 15 وهو ما يستناول في بيان الرئيس أيضا. وحول مصير المصالحة بين مصر وقطر التي تقودها الكويت قال بأن :"هناك اختلافات وخلافات بين عدد من الدول العربية ليس فقط بين هاتين الدولتين، هذا وقت الأفعال وليس الأقوال، القمة باستضافة الكويت ننثمن على روح الكويت بالعمل نحو توفيق الأوضاع العربية وهذا هدف من الاهداف المصرية لكن المسألة فيها مشاكل كثيرة وتتعدى المجاملات، ولكي تعاد الأمور لنصابها يجب ان نشهد تغير جذري، ويجب المتابعة وعدم رفع التوقعات". وفيما يتعلق بموضوع اعتبار الاخوان المسلمين جماعة ارهابية قال أعتقد أن كل الدول العربية على مدار 20 سنة تعرضت للارهاب، مؤكدا على أن الارهاب لاحدود له، وأنه إذا ترك سيمتد. وأكد أن "القرارالمصري ارتبط بالواقع المصري، لكن لقناعتنا بخطورة الموقف نقلناه لكافة الدول العربية وادعوناهم بالالتزام، الاتفاقية، رأى البعض تخاذ امورمناسبة لها". وردا على سؤال عن حالة التوتر بين مصر وتونس وجمود العلاقات بينهما قال :"هناك مجال لاعادة العلاقات المصرية التونسية، ولكن مستقبل المنطقة مرهون بنجح دولها بالتوافق بينها وهذا معناه توافق الشعوب قبل توافق الحكومات، وهذا أمر يجب ألا يفسد العلاقات بيننا طالما انه ليست هناك وسائل للتدخل في الشئون الداخلية للجانب الآخر، فمصر لا تتدخل في الساحة التونسية وتتطلع للعلاقات الطيبة دوما". وردا على سؤال حول الموقف القطري من تسليم المطلوبين من الإخوان لديها قال: "طلبنا تسليم بعض المتهمين، ومن لهم قضايا تطبقا لاتفاقية مكافحة الارهاب، لم يصلنا حتى الآن أي رد"، مشيرا إلى أنه لم يلتق وزير الخارجية القطري، إلا في مدخل اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، لكن لم يدر بينهما أي لقاء. وحول تحذير الرعايا المصريين بعدم السفر لليبيا قال:" التحذيرات الصادرة عن الخارجية مرتبطة مباشرة بتوفير الامن للمواطن المصري العامل في ليبيا في ظل الاوضاع داخل ليبيا، وطالما ليس امامنا فرصة لتوفير الامن فليس امامنا الا التحذير لاخذ الحيطة، أما القضايا الخلافية لا يجب ان ينعكس على مواطن ليبي يعيش في مصر أو مواطن مصري يعيش في ليبيا، فالمواطنين يجب ان يعيشوا في أمان". وحول مشروع قرار دعم اللاجئين السوريين في الدول التي ترعى اللاجئين السوريين ومنها مصر قال: اللاجيء السوري في مصر يعامل كالمواطن المصري وهذا ييضع علينا قيود في للعدد القادم من سوريا، ومن ثم نحتاج مساعدة من الخارج، نشهدها حاليا من منظمات الأممالمتحدة ومن الدول التي تقدم ذلك، و اعلان اليوم هو نية للدعم نأمل ان نشهد له ترجمه سريعا، فالظرف السوري صعب ويجب ان نعاينه سريعا". وردا على سؤال حول إذا ماكان الاخوان لازالوا يمثلون خطرا تهديديا لمصر قال: "اي شيء لايعكس اعترافا واضحا وصريحا وقرارا برغبة الشعب المصري يشمل كل من قبل بالمواطن المصرين وبالدستور، ومن قبل بسلمية التعامل، بما في ذلك الاخوان، يشكل خطرا على المسيرة المصرية، فالخطر لو كان فكري سنرد عليه بالفكر، لو بالعنف سنرد بالقانون". وشدد على أن مصر عازمة على بناء مصر الجديدة، الديمقراطية، في منظومة حضارية تضم منظومة العمل العربي دون فرض اراء. وحول الموقف من التقارب الغربي الإيراني وتأثيره على الوضع في دول الخليج قال: "التقارب الغربي مع ايران اذا كان يدفع ايران للتعامل بمبدا علاقات حسن الجوار فنثمنه، لكن اذا كان يترتب عليه توجه مخالف فبدون شك اي مساس للامن القوي للمصالح العربية في الخليج العربي يؤثر على مصر، علاقنتنا مع الدول العربية في علاقات مصلحة، فما يمس الامن القومي الخليجي يمس الامن المصري". وفيما يتعلق بمقعد سوريا قال:"وزاء الخارجية العرب حددوا الموقف من موضوع المقعد في تأكيد قرارات القمة السابقة من ناحية والقرار الصادر عن الوزاري العربي، ولم يناقش مرة أخرى صباح اليوم إذا لم يناقش بين الوزراء على الاقل في هذه المرحلة". وفيما يخص سد النهضة وأزمة المياة قال :" كل دول الحوض النيل تحتاج مزيد مما لديها، مياه، تنمية، كهرباء واراضي زراعية، لايمكن الحصول على المزيد الا بالتعاون ولا اجد من يستثمر مع منطقة فيها نزاع، فالامر يتطلب تعاون بين هذه الدول، و لمصر الحق من خلال التفاهم والتعاون نسعى، لكن لاتوجد لدينا رفاهية اضاعة الوقت ولا تفاوض من اجل تفاوض، وسنصل لحل الأزمة وأنتمنى ألا لن نطرح القضية كبند من بنود جدول الاعمال،و لا يوجد طرف عربي لم يسمع منا حتى الآن". وشدد الوزير على أن المرحلة القادمة ستشهد تغييرا قادما لا محالة على جميع الدول في المنطقة العربية وبأشكال مختلفة، لن يكون كما في المغرب ولا وفي دول العربية العربي. وأشار إلى أن الرئيس عدلي منصور سيتنال في كلمته ملفات الاستقرار والبناء العربي، وموضوعات التغيير الامن والفكر والتعليم والتنمية، مؤكدا على أن نجاح مصر من نجاح العالم العربي و نجتهد انطلاقا من المسئولية تجاه الشعب المصري. وأكد على أن "ما نشهده في العالم العربي لا يرتبط بدولة أو دولتين انما وضع غير سوي سيؤثر في العالم العربي كله، ثبت أن حديثنا كان سليم، كنت أتمن أني القلق المصري السابق لا يكون في محله، لكن ما شهدته خلال الايام الاخيرة يعكس صعوبة الأمور وجديتها، هذه المشاكل ليست مشاكل تحل بمجاملة ولا تحل بمناسبة أو بوجود قيادات، هناك سياسات يجب ان تصحح وأن تقوى، أتمنى أن تكون البداية في الكويت. وفيما يخص الموقف المصري من حركة حماس قال:" موقفنا منها واضح كطرف فلسطيني، نحن ندعم الاطراف الفلسطينية ونتعامل مع الأطراف الفلسطينية كاملة، نريد اقامة الدولة الفلسطينية، ومن يتدخل في الشان المصري اي كان، وبلا توجيه أي اتهامات له حساب آخر، لكن طالما الامر خاص بالقضية الفلسطينية فهذا حوار ايدلوجي لا صالح لنا به". وفيما يخص العلاقات المصرية الروسية وإذا ما كان توجها جديدا من جانب مصر قال: "أعلنا منذ البداية منذ تسلم مهام منصبي أننا سننوع مصادرنا في مختلف الامور المرتبطة بالامن الوقمي، ليس فقط المرتبطة بالتسلح، لكن مصر بعد ثورتين تريد ان تنفرد بقراراها فنتفحنا ايضا على الصيناليابان افريقيا، والمنطقة العربية، والتحديات الدولية لكن ليس بهدف استبدال طرف بدلا من الآخر، في إطار منظومة مصرية واعية تستهدف تحقيق مصالحنا الداخلية". وردا على سؤال حول استبدال القطب الواحد، قال إنه بدأ مبكرا قبل الثورات العربية لكن لم نصل للتعددية المتساوية، حتى الآن، وردا على سؤال حول وجود اتجاه لاقامة مجلس التعاون العربي ، يضم مصر الاردن وعدد من دول الخليج قال: إن هذا الأمر مازال يحتاج متابعة ادق، نحن مع كل تعاون عربي - عربي لكن انشاء مؤسسات ومجالس جديدة لم يحدث. وحول المناورات المصرية الاماراتية التي جرت مؤخرا وزيارة المشير عبدالفتاح السيسي إلى دولة الامارات وإذا كانت تحمل رسالة ما قال فهمي :"إذا كانت المناورات تتم على هذا المستوى فالرسالة ليست غامضة وانما هي رسالة واضحة". وحول خطورة الموقف العربي الراهن قال أنه يتفق مع هذا الطرح بضرورة عدم اضاعة الوقت الذي سيزيد من خطورة الوضع ويجعل الحل أصعب بكثير ويجعل الجامعة العربية على المحك، معربا عن أمله أن تشهد الكويت معالجة ومصالحة حقيقية، غير أنه قال "لا توقع أن نخرج من قمة الكويت والأطراف مقتنعة والامور قد تم تسويتها، فالجرح عميق..".