ساعدته تجربته المهنية مع الفئات ذات الاحتياجات الخاصة ألا يكتفي بالتحليل ويقترح سبلا ميسرة في خدمة شريحة كبيرة من الباحثين وذوي التخصص في هذا الميدان.. وفى كتابه "الهامشية.. قراءة في واقع الانعزال الاجتماعي" الصادر عن دار "سحر" للنشر فى تونس، يقول الدكتور مصطفى النصراوى إن "الهامشيون" هم المنسيون الذين لا يتذكرهم الناس ولا يعتبرونهم ولا يقرون لهم حسابا ويمحون سيرهم وصورهم من المجتمع، فكلمة "هامش" لغويا توحي بالنسيان، كما توحي بالفقد، يقال "تهمش الشيء" أي تاه وضاع. كتاب "النصراوى" يسلط الأضواء على ما اصطلح عليه ب"الهامشية" من زوايا مختلفة، فهناك: هامشية مسلطة تعتمد على العزل وهذا النوع مدمر ومرتبط بشكل من أشكال الإقصاء، والفقر من أكثر الهامشيّات خطورة، إنه يتمثل في منع شريحة من المجتمع من الوصول إلى الموارد أو إلى موارد حياتيّة معيّنة، وهذا هو التّهميش المتعمّد. ويشير المؤلف إلى أن مفهوم الهامشية يتغير في الزمان والمكان، وقد يختلف معناه من فئة إلى أخرى، بل حتى من فرد إلى آخر، فما هو محقّر ومنتقص من الخارج يصبح قيمة وتميزا من الداخل، وما هو غريب من وجهة نظر يغدو مألوفا من وجهة نظر أخرى، وهكذا تصير الأمور بمعايير مختلفة حسب الفروق الفردية لكل شخص.