أصبحت ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط في جنوب السودان مقسمة بين القوات الحكومية وقوات المتمردين بعد تصاعد المعارك الذي هز أسواق النفط العالمية لكن الحكومة قالت انها مازالت ملتزمة بمحادثات السلام التي تعثرت هذا الشهر. وهاجم متمردون موالون لنائب رئيس جنوب السودان السابق ريك مشار يوم الثلاثاء ملكال الواقعة على أطراف حقول النفط في ولاية أعالي النيل مما فجر أعنف اشتباكات منذ ان وقع الجانبان اتفاقا لوقف اطلاق النار في 23 يناير. ويضغط المجتمع الدولي بشدة على حكومة جنوب السودان والمتمردين لوقف القتال وبدء الجولة الثانية المؤجلة من المحادثات غير أن دبلوماسيين غربيين يشككون في التزام اي من الطرفين بإنهاء الصراع مع تبادل الجانبين للاتهامات بانتهاك وقف اطلاق النار. وقال مايكل ماكوي وزير الاعلام في جنوب السودان لرويترز "ملكال ليست هادئة تماما بعد... توجد جيوب مقاومة داخل البلدة. لقد قسمت بين الجانبين." وكان ماكوي يتحدث في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا حيث تحاول دول شرق افريقيا الوساطة في جولة ثانية من المفاوضات بين الحكومة والمتمردين الذين قالوا انهم يسيطرون على كل ملكال. وقال ماكوي "اننا هنا لنواصل المحادثات رغم الانتهاكات الفظيعة (لوقف النار) التي لا تطاق." واضاف "في نهاية الامر عندما نتعرض لهجوم لن نقف مكتوفي الايدي ونقول اننا ملتزمون بوقف اعمال القتال." وأثارت الاشتباكات التي دارت هذا الاسبوع في ملكال الواقعة على النيل الابيض على بعد 650 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة جوبا مخاوف على أمن الحقول والمنشآت النفطية في أعالي النيل. وارتفعت اسعار النفط العالمية جزئيا بسبب الصراع واضطرار جنوب السودان قبل الجولة الاخيرة من القتال لخفض إنتاجه من النفط بنسبة 20 بالمئة إلى 200 ألف برميل يوميا تضخ كلها من أعالي النيل وأيضا بسبب الاضطرابات في ليبيا.