تدرس وزارة المالية مع البنك الأهلي المصري آلية طرح صكوك إسلامية بقيمة مليار دولار، وقال هشام عكاشة، النائب الأول لرئيس البنك الأهلي المصري، إن وقت الطرح لم يتحدد حتى الآن، ولكنه شدد على أن الطرح سيقتصر فقط على الأسواق الخارجية لآجل 3 إلى خمسة سنوات. وقال إن الصكوك التي سيتم طرحها لن تمول عجز الموازنة ولكنها ستمول مشروعات في البلاد، وأضاف أن الدارسة الآن تتضمن كيفية تقليص مخاطر طرح تلك الصكوك، خاصة أن المستثمرين الذين سيحصلون على تلك السندات سيتحملون مخاطر السوق المصرية، فإذا لم يدر المشروع الذي يمول من خلال تلك الصكوك دخلا فإن المستثمر سيتحمل أيضا جزءًا من الخسائر، وهو المعمول به في كثير من الأسواق في دول إسلامية مختلفة. وقال هشام عكاشة، النائب الأول لرئيس البنك الأهلي المصري، ل"الشرق الأوسط" إن مصرفه يدرس حاليا مع وزارة المالية كيفية طرح "الصكوك"، مؤكداً أن "الطرح سيقتصر على الخارج دون مشاركة من الداخل"، وأشار إلى أن مدة الطرح واستخدامه سوف يحددان في نهاية الدراسة التي تجرى حاليا، رافضا الإفصاح عن تفاصيل أخرى تتعلق بعملية الطرح المدعومة بحصول أغلبية إسلامية على أغلب مقاعد البرلمان المصري. وحذر خبراء من أن تواجه مصر تعنتا في مفاوضاتها مع مؤسسات دولية للحصول على قروض تصل إلى 4.7 مليار دولار، ويرى خبراء أن إصدار صكوك لن تكون بديلا عن القروض التي تسعى مصر للحصول عليها. كما يقول الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد، إن الحكومة طرحت عدة بدائل لدعم سيولتها من العملة الأجنبية وتدعيم الاحتياطي الأجنبي الذي فقد 20 مليار دولار حتى نهاية الشهر الماضي، وتضمنت تلك البدائل الاقتراض من الخارج وطرح صكوك تمويل وطرح أراض للعاملين بالخارج على أن يتم تحصيل ثمنها بالدولار. وقال عبده إن "طرح صكوك مالية لا يمكن أن يكون بديلا عن قروض المؤسسات الدولية"، وأشار إلى أن "القروض التي تتفاوض عليها مصر تسعى من خلالها إلى تقليص عجز الموازنة ودعم سيولة الموازنة وهذا أمر مهم تحتاجه الحكومة بشدة؛ إلا أن الصكوك التي من المقرر طرحها تتمثل فقط في تمويل مشروعات". وعن توقعاته لنجاح أول طرح للصكوك الإسلامية في مصر، خاصة مع تراجع التصنيف الائتماني للبلاد المتتالي للبلاد، قال "هناك رجال أعمال ومستثمرون لديهم أموال يسعون لاستثمارها في أوعية إسلامية، ومن الممكن أن يحفز على نجاح هذا الطرح صعود التيارات الإسلامية مثل حزب الحرية والعدالة والسلفيين، ومن الممكن أن تكون علاقاتهم في الخارج وسيلة لإنجاح هذا الطرح".