بعد الأحزان، وتعيش نساء مصر التى خرجت لتزيِّن الوطن وتؤكد أن مصر للمصريين، ويعيش رجال مصر وجهودهم فى القضاء على محاولة تمزيق الوطن. فالمصريون وجههوا ضربة قاضية للمحاولات الإرهابية بل ضربة قاضية على نزعات الخوف فى يومي 14، 15 يناير، إذ قدم المصريون ملحمة رائعة فى الاستفتاء على الدستور، دستور مصر الحديثة الذى يرسخ للديمقراطية والمساواة، وخاضوا أكبر تحد فى تاريخ هذا الوطن العظيم وأثبتوا للعالم حضارية الشعب المصرى، وأن الشعب المصرى "يمتلك ويستطيع"، يمتلك الإرادة، ويستطيع التغيير حين يريد. فقد مارس الشعب دوره الوطنى فى ظل أجواء من الفرحة والبهجة وكأنه عرس مصر الجديدة، فى أحضان الجيش الوطنى والشرطة الوطنية، عادت اللُحمة الوطنية بأرقى وأكمل صورها فى دستور يحمل اسم مصر فى تاريخ العالم، فمصر لها دورها الحيوى العظيم، والعالم الآن ينتظر منها الكثير والكثير، خاصة بعد القضاء على كل محاولات متخلفى العقول لتمزيق وحدتها عن طريق دعواتهم المسمومة وعقولهم الرجعية، فقد تحققت الوحدة الوطنية بين شعب يدرك قيمة التراب المصرى. فشعب مصر الآن وضع قدميه على أولى مراحل خارطة الطريق وخروجهم بهذه النسبة الرائعة للاستفتاء على الدستور إنما هو تحد للإرهاب وإصرار كبير على محاربته بكل قوة؛ ليضع حجر أساس الدولة المصرية الجديدة الحديثة؛ وليبدأ الشعب خطوة تالية من خطوات بناء الدولة تتوافق مع خارطة الطريق، فمصر تتعافى بشعبها نساءً ورجالاً ورموزًا وطنية بدءً من الفريق أول عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثانى، وكل الرموز الوطنية المخلصة التى اختبرت مواقفها عبر الفترة السابقة، لقد تكاتف الجميع من أجل ضحكة مصر ومن أجل حرية مصر وللتأكيد على أن مصر فوق الجميع وأن المحافظة على الوطن أمانة فى أعناق المصريين الذين خرجوا وقالوا "نعم وتعيشي يا ضحكة مصر".