قال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وعلاج الإدمان بجامعة عين شمس، إن فقدان الطفل للعاطفة يجعله مؤهلا لحمل لقب الطفل "الإرهابي" إذا ما تمكنت الجماعات الإرهابية من اصطياده واستغلال الفراغ العاطفي الذي يعانيه. وأكد أن الطفل إذا ما استغلته الجماعات الإرهابية تعمل على تنشئته على معتقداته، حتى يكتمل تكوينه الإرهابي عند سن 18، يكتمل حينها بداخله تكوين الشخصية السيكوباتية – المضادة للمجتمع- ويصبح مراجعته وعلاجه أصعب من مراجعته في بداية نشأته الإرهابية. وأوضح "فخري" في تصريح خاص ل"صدى البلد" أن أطفال الشوارع و المراكز الإيوائية كلهم مؤهلون لهذا المصير إذا ما توافرت الأسباب المؤدية إلى ذلك، وظهر ذلك بوضوح عندما حمل أطفال المراكز الإيوائية "أكفانهم" خلال اعتصام رابعة العدوية، ومن الناحية النفسية البحتة نجد أن هؤلاء الأطفال يشعرون بعدم الانتماء للوطن الذي لم يلب احتياجاته، وهو شعور يتكون تلقائيا نتيجة عدم وجود الطفل في أسرة تمده بالعاطفة اللازمة وتنمي بداخله الأحاسيس الإيجابية، وبالتالي هؤلاء الأطفال يتحولون ل"عبوات الناسفة" جاهزة للانفجار بمجرد أن تلتقطهم أيدي الإرهاب، بل يكونون مادة خام لينة لأي جماعة – سياسية أو غير سياسية كتجار المخدرات و النشالين- تلبي لهم احتياجاتهم و ينصاعون لأوامرها بلا تفكير. وأضاف: بالنظر إلى الأعوام الثلاثة الماضية نجد أن استخدام الأطفال في الأعمال الإرهابية ليس جديدا وإنما كانوا هم أبطال معظم الأحداث الإرهابية خلال تلك الفترة، حيث استخدموا لحرق المجمع العلمي، و كان لهم دور كبير في أحداث ماسبيرو والاتحادية و أخيرا يتم استخدامهم الآن في تفجير العبوات الناسفة. وكانت عناصر القوات المسلحة ألقت القبض مؤخرا على الطفل أيوب م. ع. "12 سنة" ، وذلك لقيامه بمراقبة تحركات دوريات القوات المسلحة الثابتة والمتحركة بمدينة الشيخ زويد ، واكتشاف محاولته تفجير عبوة ناسفة باستخدام جهاز لاسلكى. وكانت الأجهزة الأمنية قد كشفت عن مخطط للجماعات التكفيرية والإرهابية فى شمال سيناء خلال الفترة الأخيرة ، اعتمد على تجنيد الأطفال ممن لم يبلغوا سن الرشد ، فى مراقبة تحركات الدوريات العسكرية وقوات الشرطة باستخدام أجهزة لاسلكية صغيرة الحجم.