تؤكد بعض التقارير الصحفية أن تجربة الهروب التي عاشها معمر القذافى في أيامه الأخيرة متنقلا من بيت لبيت يأكل الأرز وبعض المعجنات أصابته بإنهاك شديد بعد أن قضى نحو 42 عاما من حياته متمتعا بسلطة مطلقة في ليبيا. مؤكدة في الوقت نفسه أن الحصار الذي فرضه الثوار الليبيون على القذافى لعدة أسابيع دفع بصبره على حياة الهروب والتنقل بين منازل مدينة سرت للنفاد، وهو ما أكده منصور ضو آمر الحرس الشعبي، الذي ظل يخشاه الليبيون لعقود، والذي رافق الزعيم المقتول أثناء فترة هروبه.- حسبما أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية- وقال ضو لطالما قمت أنا وغيري من المحيطين بالقذافي بنصحه بضرورة التنحي أو مغادرة البلاد، غير أن العقيد ونجله المعتصم لم يلتفتا مطلقا لتلك الخيارات". وأضاف ضو "القذافي فر إلى سرت يوم سقوط طرابلس في 21 أغسطس الماضي، وكان التوجه لتلك المدينة تحديدا نابعا عن قرار للمعتصم الذي رأى أنها الحصن المنيع الذي يمكن لوالده أن يحتمي به رغم قصف حلف شمال الأطلنطي لها". واعترف ضو بأن القذافي كان على علم بأن الليبيين أنفسهم هم من ثاروا ضده، قائلا إنه شعر بالندم في وقت لاحق وقرر عدم الهروب خارج البلاد بما أن ذلك يمثل "التزاما أخلاقيا" من وجهة نظره، وهو الأمر الذي دفع حياته ثمنا له.