أعرب رئيس الوزراء العراقي السابق وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي اليوم "الخميس" عن اعتقاده بأنه لا وجود للحل العسكري لإنهاء وجود تنظيم القاعدة داخل العراق ما لم يكن هناك حل سياسي يجمع العراقيين ويوحد شملهم لمكافحة شتى أنواع الإرهاب . وقال علاوي في اتصال خاص لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية : "على العراقيين إقرار مفهوم المصالحة والبدء في بناء دولة مؤسسات ديمقراطية كاملة واحترافية غير طائفية يمكنها التعامل بكفاءة مع التهديدات المختلفة سواء كان مصدرها تنظيم القاعدة أو الميليشيات المسلحة الأخرى التي تنتشر في شتى أنحاء العراق" . واستطرد قائلا : "ينبغي على الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي القيام بثلاثة أشياء لتجاوز تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد ، أولاها سحب جميع قوات الجيش من المدن التي توجد بها ومن بينها الرمادي والفلوجة ، وثانيها البدء في حوار مع المتظاهرين السلميين المحتجين على سياسات الحكومة ، وآخرها التغلب على مشكلة الوافدين إلى الأراضي العراقية من الحدود السورية التي تشهد حربا أهلية طاحنة".. لافتا إلى أنه دون الالتزام بتلك الحلول فستتطور الأمور للأسوأ على الأراضي العراقية. وطالب علاوى الولاياتالمتحدة والدول الغربية والمجتمع الدولي بدعم بلاده لاستعادة الإستقرار والأمن على أراضيها على اعتبار أنهم بقوا بها لمدة طويلة ، فالعراق بحاجة للدعم المقدم لها من جميع الجهات المجتمع الدولي أومنطقة الشرق الأوسط ، لافتا إلى أنه ينبغي على الحكومة الإفراج عن السجناء الأبرياء - على حد وصفه - الأمر الذي سيساهم في تقليل التوترات الحالية ومن شأنه التصدي للقوى المتشددة داخل البلاد مثل القاعدة والميليشيات الأخرى التي تنتشر بشوارع العراق . وبسؤاله عما آلت إليه الحالة الأمنية داخل العراق بعد مرور أكثر من عشر سنوات على سقوط الرئيس الأسبق صدام حسين ، علق علاوي قائلا "لم أكن أتخيل ومع أسوأ السيناريوهات وأقسى الظروف أن تصل الأمور والحالة الأمنية لما آلت إليه داخل العراق بعد سقوط صدام، ولم أكن أتخيل أن تنتهي العراق إلى ما هي عليه الآن للأسف الشديد" . يذكر أن الاشتباكات قد تجددت صباح اليوم بين قوات الجيش العراقي ومسلحين في المناطق المحاذية للخط السريع والقريبة من الحي العسكري شرقي الفلوجة بمحافظة الانبار غربي البلاد . وتشهد محافظة الأنبار منذ الحادي والعشرين من شهر ديسمبر الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في صحراء المحافظة ، تشارك فيها قطاعات عسكرية قتالية تابعة للفرقتين السابعة والأولى وطيران الجيش ، وذلك على خلفية مقتل قائد الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكروي وعدد من الضباط والجنود أثناء مداهمتهم معسكرا لتنظيم القاعدة في وادي حوران غربي الأنبار .