وافق زعماء الاتحاد الأوروبي على توثيق التعاون لتحقيق الاستفادة المثلى رغم خفض ميزانيات الدفاع، لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند فشل في الحصول على تعهد من دول الاتحاد بالمساعدة في تكاليف العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا في أفريقيا. واضطرت الدول الأوروبية نتيجة لسياسات التقشف إلى خفض مشترياتها من السفن والدبابات والطائرات المقاتلة، وهو ما أضر بالقوة العسكرية الأوروبية وزاد من قلق الولاياتالمتحدة حليفتها الرئيسية. ودعا زعماء الاتحاد الأوروبي يوم الخميس أثناء مناقشاتهم لسياسة الدفاع لأول مرة منذ خمس سنوات، الدول الأعضاء إلى التعاون لاقتسام تكلفة تطوير معدات عسكرية مكلفة. وتعهدوا بإطلاق مشروعات لتطوير طائرة أوروبية بلا طيار بحلول الفترة من عام 2020 إلى 2025، والنظر في تطوير جيل جديد من الأقمار الصناعية للاتصالات التابعة للحكومات. كما تعهدوا بزيادة قدرات أوروبا على عمليات التزود بالوقود في الجو بعد أن أظهر الصراع في ليبيا عام 2011 نقصا في الطائرات الصهاريج التي تزود الطائرات الأخرى بالوقود في الجو وتعزيز الدفاع الإلكتروني. ودعم حلف شمال الأطلسي المعارضة التي أسقطت الزعيم الراحل معمر القذافي بشن حملة جوية على قواته. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا تؤيد التعاون لكنه رفض فكرة الجيش الأوروبي، وبريطانيا هى من أكبر القوى العسكرية في القارة لكنها قلصت أيضا ميزانيتها الدفاعية. وتتحفظ بريطانيا دوما على إعطاء دور عسكري كبير للاتحاد الأوروبي خوفا من أن يؤثر ذلك على حلف الأطلسي. ودعت فرنسا، التي أرسلت 1600 جندي إلى أفريقيا الوسطى لاحتواء العنف بين ميليشيات مسيحية ومتمردين غالبيتهم مسلمون، إلى إنشاء صندوق دائم لتمويل التدخلات العسكرية مثل التي تقوم بها باريس في أفريقيا الوسطى ومالي. ورغم أن بعض الحكومات الأوروبية قدمت مساعدات لوجيستية لم يلق اقتراح إنشاء صندوق للتمويل تأييدا يذكر من حلفاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي الذين يرون أن أموال الاتحاد يجب ألا تستخدم إلا لتمويل مهام عسكرية للاتحاد لا لدول بعينها.