فى مفاجأة من العيار الثقيل، أصدر المهندس رضا إسماعيل، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، تعليمات "سرية" مشددة لهيئة الخدمات البيطرية بوقف سفر اللجان البيطرية تماما إلى السودان وإثيوبيا للإشراف على استيراد العجول والجمال الحية. يأتي ذلك بهدف منع الاستيراد تلقائيا للحوم من كلا الدولتين، وهو ما يعنى انتكاسة حقيقية فى العلاقات التجارية بين مصر والسودان وإثيوبيا، خاصة فى قطاع الثروة الحيوانية والذي تتجاوز استثماراته المصرية نحو 400 مليون جنيه ويعد أكثر القطاعات النشطة بين البلدان الثلاثة منذ عام 2009. وكشفت مصادر مطلعة أن وقف الاستيراد جاء بعد اجتماع طارئ عقده الوزير مع اللواء اسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، لمناقشة تقرير من الرقابة الإدارية حول اللحوم المستوردة من البلدين ويشوبه الكثير من المغالطات. وأضافت أن اللحوم السودانية والاثيوبية نجحت فى السيطرة على أسعار اللحوم محليا وخفضها، بعد توفيرها نحو 250 ألف رأس عجول وجمال حية سنويا علي الأقل وإيقاف استيرادها ينذر بمقاطعة تجارية كاملة من السودان وإثيوبيا لمصر، خاصة أن الثروة الحيوانية تمثل أهم موارد الدخل فى كلا البلدين. وأكدت أن ذلك يمثل تهديدا خطيرا لسمعة البلدين فى السوق العالمية للحوم، وذلك وفقا لمذكرة الاحتجاج الشديدة التى أعدها السفير الاثيوبي بالقاهرة للدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، لتوضيح الموقف المصرى فى أسرع وقت. وكشفت أن ذلك يعد تصعيدا "متعمدا" وبمثابة انذار شديد اللهجة من الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الزراعة بعد تصريحات السيد حسن الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبى السودانى، بعدم جدية الاستثمارات المصرية فى السودان فى القطاع الزراعي، إلي جانب تأكيد وزير الزراعة رضا إسماعيل عدم وفاء حكومة السودان بتوقيع اتفاق التبادل التجاري مع مصر.