لم تكن "رانيا" بالفتاة العادية فهي طموحة.. جميلة.. مثقفة.. حاصلة على العديد من الشهادات وتجيد عدة لغات.. وتعمل "رانيا" في إحدى الشركات الاستثمارية الكبرى ليس عن طريق علاقات والديها وإنما عن كفاءة واقتدار. وكان هذا مبدأها في الحياة حتى في اختيار شريك حياتها فلم تبهرها الألقاب ولم يغرها المال والنفوذ فهي كانت دائمًا تتطلع إلى رجل تحبه، يشاركها أحلامها، وطموحاتها وتشاركه كفاحه، وكانت تؤمن أن المساواة ليس فقط في الحرية وإنما أيضًا مساواة في المسئولية ورفضت الزواج من كثيرين حتى قابلت "خالد" فرق له قلبها وشعرت أنه الإنسان المناسب، فهو أيضًا شاب طموح.. ومحامٍ لبق.. وفنان ذو حس مرهف.. مثقف.. ورياضي أمضى جزءًا من حياته مع والديه في أوروبا بحكم عملهم في السلك الدبلوماسي. واشترك رانيا وخالد في الكثير فكانا يتسامران معًا في الفن والأدب ويمارسان الرياضة سويًا في النادي فهم أعضاء في نادٍ واحد وتطورت العلاقة وأصبح كل منهم يهتم بالآخر بشكل خاص فلم يمض يوم حتى يتحادثان ويحكي كلٌ منهما للآخر ويتشاركان في كل شيء وفي هذا اليوم قرّرت "رانيا" أن تحسم أمرها. - يا خالد إيه أخرت العلاقة اللي بينا؟ - علاقة إيه؟ - علاقة الحب اللي بينا؟ - لا يا رانيا إنتي عارفه إني ما أقدرش أعيش من غيرك. - في إيه مالك اتاخدت كده ليه هو انت متخيل إني أقدر أبعد عنك؟ - أمال تقصدي إيه؟ - أقصد إننا لازم نتجوز. - يا ريت يا رانيا أنا نفسي كنت عايز أفاتحك في الموضوع ده بس كنت متردد لأني مش عارف إيه ممكن تكون طلباتك، ويا ترى أنا هقدر عليها ولا لأ؟ - طلبات إيه؟! أنت بتتكلم كأنك راجل تقليدي يعني هي المسألة "فلوس"؟ لو كانت كده، أنا كان زماني متجوزة من زمان أي حد من اللي اتقدمولي، أنا عايزة إنسان أحس معاه بالأمان والتفاهم ونبني حياتنا سوا. - لا يا رانيا التفاهم والأمان مش ضد إنك تاخدي كل حقوقك اللي الشرع والمجتمع قال عليهم، وايه المانع يا ستي إن يبقى تفاهم وأمان ومهر وشبكة ومؤخر صداق؟ - دي حاجات مش مهمة قوي يعني اللي تقدر عليه اعمله، ممكن تبقى حاجات رمزية، يعني مثلا المهر ممكن يبقى ربع جنيه. - ربع جنيه ايه يا رانيا مش انتي يا حبيبتي اللي تجوزي كده، لا وضعك الاجتماعي ولا وضع أهلك ولا أهلي يسمح بكده. إنتي لازم تعرفي قيمة نفسك ويكون ليكي طلبات، قوليلي إنتي عايزه ايه؟ سكتت رانيا وتلعثمت ونظرت بحيرة ل"خالد"، وقطع خالد حيرتها قائلاً: - يا رانيا هو انتي ما تعرفيش تطلبي ولا متعودتيش تطلبي؟ قالت رانيا بحيرة : طلبات زي إيه؟ - مثلا يا رانيا شقة بمواصفات معينة.. شبكة بمبلغ معين.. شهر عسل في مكان معين.. اطلبي حاجات كتيرة أنتي غالية طلباتك لازم تكون غالية زيك. وقعت رانيا في حيرة وارتباك فهي لم تتوقع هذا الرد وليس لها أي طلبات ولا تعرف حتى ماذا تطلب.. هربت رانيا من الموقف كله وقالت ok إديني فرصة أسبوع . - أسبوع بحاله ليه؟ - يعني أشوف موضوع الطلبات إيه وأجهز لك "ليسته" مش أنت عايز كده؟ واتفقا أن يتصل بها خلال أسبوع حتى يعرف طلباتها. ومضى أسبوع قام خالد بالاتصال ب"رانيا" وهو يتحرق شوقا لأن يعرف طلباتها ويدعو الله أن تكون في مقدرته فهو أيضًا يحبها ويريدها زوجة له، ولكن بالشرع والأصول. - آلو إزيك يا رانيا - هاي إزيك يا خالد - "ضاحكًا" كتبتِ "الليسته"؟ - عارف يا خالد في الأول كنت متلخبطة ومش عارفة أكتب ايه، كتبت دبلتين وعليهم أسامينا، وبعدين افتكرتك وانت بتقوللي إن طلباتي من قيمتي فقلت أزود وأزود وأزود لحد الدبلتين ما بقوا طقم ألماظ سويسري، والشقة بقت قصر، وشهر العسل بقى سنة.. لحد ما اكتشفت أنك ما تقدرش.. خالد أنا اتخطبت ل"حازم" صاحب المجموعة الاستثمارية اللي بشتغل فيها.. على فكرة الفرح الخميس الجاي.. باي