أكد سيد هادى خسرو، أول سفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية فى مصر بعد ثورة الخومينى، أن إيران الآن تنتظر رد جنرالات مصر على الطلب المقدم منها لعودة العلاقات بين القاهرةوطهران، مشيرًا إلى أن إيران لا تمانع فى إقامة علاقات متكاملة مع مصر لأن ذلك يصب فى مصلحة البلدين. وأشار "خسرو"، فى حوار خاص لموقع "صدى البلد" الإخبارى تم إجراؤه فى طهران، إلى أنه يشعر بجود ضغوظ كبيرة تتعرض لها مصر من الغرب وأمريكا تعرقل عودة هذه العلاقات. - كنت سفيرًا لإيران فى القاهرة بعد الثورة "الخومينية"، ما انطباعك عن العلاقات بين مصر وإيران؟ بالفعل بعد الثورة الإسلامية كانت هناك علاقات إلى حد ما طيبة لكن بعد استقبال السادات لشاه إيران ساءت العلاقات أكثر وعندما تولى الرئيس السابق مبارك مسئولية الحكم اعتقدنا أن الأمور سوف تتحسن وتعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها لكن حدث العكس تمامًا لأن مبارك كان ينفذ سياسات خارجية وإملاءات أمريكية وإسرائيلية. - هل كانت هناك مواقف بين الجانبين لعودة هذه العلاقات؟ بالفعل حدث أكثر من مرة وأرسلنا عدة طلبات لعودة العلاقات لكن مبارك كان يرفض لأنه كان دائمًا ينتظر الرد الأمريكى أو الإسرائيلى فى هذا الشأن وكنا نستغرب من ذلك الأمر كثيرًا. - لماذا؟ كنّا نقول: كيف لرئيس أكبر دولة إسلامية وعربية يقطع علاقات بلاده بدولة إسلامية مثل إيران ويقيم علاقات كاملة سياسية واقتصادية وتجارية مع دولة يهودية واستكبارية مثل إسرائيل وأمريكا . - البعض يعتقد أن ايران تريد تصدير الثورة الإيرانية والمذهب الشيعى الى مصر؟ هذا كلام فارغ وغير منطقى .. امريكا هى التى تروج لذلك والإسلاميون فى مصر والنخبة يعرفون حقيقة هذه الامور وهذه الاقاويل ترددها وسائل الاعلام الغربية لانها تعرف جيدا أن اى تقارب بين مصر وايران لا يصب فى مصلحتها الاستعمارية. - كيف ذلك؟ إقول إنه فى حالة وجود تعاون وتقارب بين إيران ومصر فإن ذلك لا يعجب أمريكا وإسرائيل التى تعتبر هذا التقارب يضر بأمن إسرائيل ومصالح أمريكا والغرب فى المنطقة وإذا قامت أى دولة أخرى بفتح علاقات مع ايران لن تتحرك أمريكا. - قلت إن هناك بعض الجنرالات فى مصر يرفضون عودة العلاقات من تقصد بالضبط؟ الجنرال عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق هو أول من يقف عقبة أمام عودة العلاقات بل أعتقد أنه يمارس دورًا كبيرًا فى هذا الأمر. - لكن عمر سليمان ترك السلطة مع رحيل مبارك ؟ لا.. عمر سليمان ما زالت له كلمة مسموعة فى القرار السياسى المصرى حتى الآن وهو الذى كان فى الماضى يرفض عودة العلاقات ويعطى تقارير للرئيس السابق مبارك فى هذا الامر وكان الاخير يصدقه ويرفض التصالح او اقامة علاقات حتى ولو كانت شعبية فقط , فالشعبان المصرى والايرانى يبلغ تعدادهما 150 مليون نسمة يمكن ان يكون لهم تأثير كبير جدا فى التوازن العالمى ودول مثل امريكا والغرب تعمل لهما الف حساب.