أصدرت أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة الطبعة الثالثة من كتاب "سالم الجمري.. حياته وقراءة في قصائده" للمؤلف سلطان العميمي في نسخة مزيدة ومنقحة. يأتي ذلك بعد 8 سنوات من صدور الطبعة الثانية في عام 2005، وبعد 14 عاما من صدور الطبعة الأولى في عام 1999، الأمر الذي يؤكد الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الشاعر الجمري في دولة الإمارات العربية المتحدة. تقع الطبعة الثالثة من الكتاب في 292 صفحة من القطع المتوسط مقسمة إلى جزءين، الأول عن حياته والثاني قراءة في قصائده، إضافة إلى خمسة ملاحق الأول عبارة عن مقابلة مع الشاعر سالم الجمري، والثاني مختارات من قصائد الجمري، والثالث قصائد بخط الشاعر، والرابع "الجمري.. صور ووثائق"، والملحق الخامس عن الألغاز الشعرية. ويبين الكتاب أن "الشاعر الإماراتي سالم الجمري لم يكن شاعرا عاديا في نظر محبيه، وأنه أحد أشهر شعراء النبط في تاريخ الشعر النبطي في دولة الإمارات، ورائد كبير من رواد كتابة القصيدة النبطية المغناة، حيث لا تزال قصائده هدفا للمطربين والمغنين في الإمارات". وجاءت الطبعة الثالثة من كتاب "سالم الجميري.. حياته وقراءة في قصائده"، ضمن مؤلفات سلطان العميمي البحثية في مجال الأدب الشعبي بصورة جديدة من حيث إخراجها وتقسيم أبوابها، وبإضافات جديدة في مادتها البحثية. واعتمد المؤلف في سبيل حصوله على المعلومات مقابلة كثيرين ممن عاصروه وحفظوا قصائده، فضلا عن الديوان الوحيد الذي صدر عن الشاعر وهو "لآلئ الخليج" مع التنقيب في الصحف والمجلات والأجهزة الإعلامية ومحلات التسجيل التي ضم بعضها أشرطة تسجيل صوتية لقصائد الجمري. والجزء الأول من الكتاب تناول مولده في ديرة دبي بداية القرن العشرين والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة آنذاك (ولادته ما بين عامي 1905 و1910م- وفاته في عام 1991م)، كما تناول بداياته الشعرية وفترات حياته الحافلة بكل أنواع التحدي والكفاح، بدءا بعلاقته بالبحر والغوص مرورا بسفره إلى الكويت والسعودية ثم عودته إلى دبي واشتغاله بالتجارة وانتهاء بوفاته، كما تطرق المؤلف في هذا الجزء إلى القصائد التي ارتبطت بمناسبات معينة في حياته وعلاقته بالأغنية الشعبية ومشواره مع الفنانين الذين تغنوا بقصائده. كما تناول المؤلف في الجزء الثاني الجانب الشعري عند الشاعر والروافد الفكرية والثقافية في أشعاره وأهم أغراضها، إضافة إلى قراءات في عدد من قصائده التي نشرت أو لم تنشر. ولم يجر الكاتب أي دراسة ومقارنة بين شعر الجمري وشعر غيره من شعراء الإمارات أو الخليج العربي، مبررا ذلك بالحاجة إلى دراسة نقدية كاملة في قصائد شعراء المنطقة وهو ما لم يتوفر حتى الآن. ومن صعوبات العمل التي واجهت المؤلف، ندرة الصور الشخصية للشاعر، وتعرض عدد غير قليل من قصائده للضياع بسبب عدم تدوينها. وتعتبر أكاديمية الشعر بأبوظبي أول جهة أدبية متخصصة في الدراسات الأكاديمية للشعر العربي بشقيه الفصيح والنبطي، وجاءت فكرة تأسيسها استكمالا للاهتمام الذي توليه إمارة أبوظبي للأدب والثقافة بما في ذلك الشعر الذي يعد مرجعا مهما وأصيلا في تاريخ العرب.