دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية المجتمع الدولي إلى ضرورة الالتفات إلى معاناة الشعب السوري على الصعيد الإنساني، والتي رأت الصحيفة أنها زادت على نحو لم يعد ممكنا معه غض الطرف عنها. ورأت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - أنه بعد مرور ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا، وفي ظل هذه المعاناة الرهيبة من جانب الشعب، فإن الحديث عن مخيمات لجوء مؤقتة وعن محادثات سلام متعثرة ليس كافيا. وقالت إن سوريا تحتاج من المجتمع الدولي، إلى جانب الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية وإحلال السلام كأولوية أن يتذكر إنسانية هؤلاء السوريين من ضحايا الاعتداءات الوحشية على أيدي شبيحة النظام السوري حتى ولو بدا من الصعب تمييز صورهم بوضوح في ظل ما نسجه دخان الحرب من ضباب كثيف بات أشبه بالكفن، على حد وصف الصحيفة. ورأت "الجارديان" أنه على الرغم من استمرار ارتكاب الفظائع الوحشية في سوريا بشكل يومي بل وفي كل لحظة، إلا أن المجتمع الدولي لا ينتبه إلا عند الحديث عن أسلحة كيماوية. وسردت الصحيفة بعض الحوادث التي تروي معاناة عدد من الفتيات السوريات بعضهن لم يتجاوز الثانية عشرة تعرضن لاعتداءات وحشية من اختطاف واغتصاب وإحراق وغير ذلك على أيدي شبيحة النظام السوري. ولفتت إلى أن معظم هذه الاعتداءات التي يتعرض لها السوريون من فئات عمرية مختلفة رجالا ونساء على أيدي شبيحة النظام السوري غالبا ما يتم التكتم عليها، بحيث لا توجد إحصاءات واضحة ترصد أعداد هؤلاء الضحايا، ونوهت الصحيفة عما تتركه هذه الاعتداءات من ندوب وعاهات في نفوس من عانوها من الضحايا. وأكدت "الجارديان" جدارة الوصف الذي أطقته الأممالمتحدة على سوريا بأنها "أكبر مأساة في القرن الحادي والعشرين"، لافتة إلى نزوح نحو 2 مليون سوري بحسب إحصاءات وكالة الأممالمتحدة لللاجئين حتى سبتمبر الماضي في ظل شائعات عن زيادة نحو مليون لاجئ سوري لم ترصده تلك الإحصاءات. وأشارت الصحيفة إلى أن حصيلة أعداد القتلى ممن سقطوا في تلك الحرب تتجاوز 115 ألفا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلى صعيد تحركات المجتمع الدولي حول سوريا، قالت الصحيفة البريطانية "إننا تخطينا مرحلة الحديث عن التدخل في سوريا ونحن الآن بصدد إحضار كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات ولكن الأمور لا تجري على ما يرام". ورصدت اشتراط رئيس المعارضة السورية رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لحضور محادثات مؤتمر جنيف المزمع في 23 نوفمبر والذي يتوقف انعقاده على توافق كافة الأطراف.