أكد رئيس الدائرة السياسية في الأممالمتحدة جيفري فيلتمان أن الغاية من عقد مؤتمر "جنيف 2" بشأن سوريا تتمثل في إطلاق عملية سياسية بقيادة سورية "ليس لإدارة الوضع القائم، بل للوصول إلى سوريا جديدة". وأوضح فيلتمان، في مقابلة خاصة مع صحيفة "الحياة "الصادرة في لندن اليوم، الجمعة، أن "الفشل في عقد المؤتمر واستمرار القتال في سوريا سيوصلانا إلى السيناريو الذي يتحدث عنه الرئيس السوري بشار الأسد المتعلق بإمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية العام المقبل". وشدد المسئول الأممي على أن مشاركة حزب الله في القتال في سوريا إلى جانب النظام السوري "تزيد التوتر الطائفي في سوريا والمنطقة، وهى انتهاك لسياسة الحكومة اللبنانية في النأي بالنفس". وأبدى فيلتمان تفهمه "لإحباط" المملكة العربية السعودية من دور مجلس الأمن في إنهاء العنف في سوريا، مؤكدا تمسك الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء المحاسبة وإنهاء الحصانة عن الجرائم في سوريا. وقال فى هذا الصدد: "أنا على اتصال مع المملكة العربية السعودية في شأن سوريا من خلال دوري في الأممالمتحدة ومقتنع بأنه بغض النظر عن الدور الذي ستختاره السعودية لنفسها داخل نظام الأممالمتحدة، ستبقى شريكا أساسيا لنا في محاولة التوصل إلى حل في سوريا". وأضاف: "جميعنا محبط بسبب حقيقة أننا لم نستطع أن نجد الوسيلة الصحيحة، والإجماع السياسي لكي نفرض وقف القتال في سوريا. جميعنا محبط، وبالتالي أنا أتفهم إحباطهم. هدفي هو أن أفعل ما أستطيع لبناء شراكة مع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، ودول أعضاء مهمة كالسعودية، للعمل مع شركاء آخرين في نظام الأممالمتحدة لتلبية الحاجات الطارئة وللتوصل إلى حل سياسي". وفى معرض إشارته إلى الموقف الإيرانى من الأزمة السورية، قال فيلتمان: "أعتقد أن الإيرانيين وبناء على ما سمعته وقالوه علنا إنهم قلقون جدا حيال التداعيات الطائفية للنزاع في سوريا الذي له نتائج في سوريا وأبعد من سوريا، وهو ما نراه في لبنان والعراق، وثمة احتمال أن يمتد أبعد من ذلك". وحول إمكانية دعوة حزب الله لحضور مؤتمر "جنيف -2"، قال فيلتمان: "أنا أرى أن حزب الله يدعم طرفا في النزاع لكنه ليس جزءا من العملية السياسية، وهو ليس طرفا سوريا سيساهم في تحديد مستقبل سوريا". وفيما يتعلق بدور المعارضة السورية، أعرب فيلتمان عن قلقه إزاء حالة الانقسام بها وقال: "بالطبع نحن قلقون من انقسامات المعارضة ونستمع إلى بياناتهم وهواجسهم لكن إن كنا جميعا في جنيف لدعم السوريين، فإن الموضوع سيتغير. الموضوع سيصبح ليس ما تقوله المعارضة في لندن أو ما يقوله الرئيس الأسد.. بل سيكون الموضوع حول العملية الانتقالية وهو ما يجب أن يكون كل السوريين راغبون في حدوثه".