سيطرت القوات السورية اليوم الخميس، على ضاحية بدمشق كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في إطار حملة عززت من قبضة الحكومة على مشارف العاصمة. وتوسع قوات الرئيس بشار الأسد التي يدعمها مقاتلون شيعة من لبنان والعراق وإيران نطاق سيطرتها على المناطق المحيطة بدمشق منذ الشهر الماضي ودخلت ضواحي تسيطر عليها المعارضة ومنعت الامدادات عن مناطق أخرى في الشرق والجنوب. ولا يبدو أن كفة أحد طرفي الصراع مرجحة على الأخرى لكن حملة الحكومة عززت موقفها قبل محادثات السلام الدولية المتوقعة. وقال التليفزيون الرسمي إن الجيش وسع من سيطرته الكاملة على ضاحية حتيتة التركمان جنوب شرقي دمشق وبالقرب من طريق المطار ليقطع بذلك خط امداد كان يزود مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على عدد من الضواحي حول العاصمة بالاسلحة والذخيرة. وأضاف أن القوات المسلحة السورية سيطرت على المنطقة في هجوم من خمسة اتجاهات استمر يومين وعرض التلفزيون لقطات حية لانتشار جنود سوريين في المنطقة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن حزب الله اللبناني شارك في الهجوم. ويتلقى حزب الله دعما من إيران حليفة الاسد وأرسل من قبل مقاتلين إلى سوريا لدعم القوات النظامية. وذكر المرصد الموالي للمعارضة والذي يتحقق من التقارير عبر شبكة من المصادر في سوريا أن نحو 17 مقاتلا من المعارضة قتلوا في المعركة بينهم كثيرون من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة. وأضاف أن نحو 25 من مقاتلي الحكومة قتلوا. وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من مئة ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية السورية. والقتال مستمر رغم اتفاق دولي يقضي بأن تتخلى سوريا عن أسلحتها الكيماوية ورغم جهود لدفع طرفي الصراع إلى حضور مؤتمر للسلام. وتراجع مقاتلو المعارضة أمام تقدم القوات النظامية حول دمشق لكنهم لم يتمكنوا من استعادة الزخم الذي ساعدهم في السيطرة على بعض الضواحي وشن هجمات بالقنابل والصواريخ على وسط دمشق قبل عدة شهور. وقالت وسائل إعلام رسمية ومعارضون إن مقاتلي المعارضة قصفوا يوم الخميس منطقة جرمانا التي تسيطر عليها الحكومة وتربط بين سلسلة من الضواحي الواقعة تحت سيطرة المعارضة وتقع أيضا بالقرب من طريق المطار. وقال مقاتل من المعارضة في المنطقة يدعى أنس "هذه المنطقة مهمة جدا للطرفين. السيطرة على جرمانا تعني السيطرة على طريق المطار والسيطرة على طريق المطار تعني القضاء على طريق إمداد مهم للنظام." وفجر مقاتلو المعارضة خط أنابيب للغاز يوم الأربعاء مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في أجزاء كثيرة من سوريا منها دمشق. وأعلن لواء الحبيب المصطفى يوم الخميس مسؤوليته عن التفجير وقال إنه زرع المتفجرات قرب خط الأنابيب. ويبدو أن الحكومة السورية استعادت زمام المبادرة بينما أصبح المعارضون أكثر انقساما وتشتتا بسبب الاقتتال على الأرض والموارد والخلافات الفكرية. وقال طبيب في مستشفى محلي إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 60 في انفجار سيارة ملغومة في منطقة تخضع لحراسة مشددة بمدينة حمص في وسط سوريا. ووقع التفجير في شارع رئيسي بحي النزهة الذي يعيش فيه علويون وتحرسه قوات أمن موالية للحكومة وقال سكان إنه أسفر عن إصابة نساء وأطفال ووقع وقت خروج التلاميذ من المدارس الابتدائية. وفي مؤشر على الطابع الاقليمي المعقد الذي أصبح الصراع السوري يتسم به اشتبك مقاتلون أكراد مع مسلحين تابعين للقاعدة من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة للسيطرة على مجموعة قرى على طول الحدود الشمالية الشرقية مع العراق. وقال متحدث باسم الجناح العسكري لحزب الاتحاد الكردي الديمقراطي إن الحزب تغلب على الدولة الاسلامية في العراق والشام ومقاتلين إسلاميين آخرين وسيطر على عدة مواقع لكن لم يتسن التأكد من الأمر بشكل مستقل.