أكد الكاتب والناقد السوداني النور أحمد النور ضرورة إجراء حوار صريح وصادق بين الإعلاميين والمثقفين في السودان ومصر، لإدراك أبعاد الشخصية السودانية، حرصا على ترسيخ وئام حقيقي وصادق يسهم في تعزيز الإدراك المشترك بين الشعبين الشقيقين، وصد أبواب الاستهتار الذي يتسم بجهالة لا تليق بقادة الرأي العام بالبلدين. وأوضح الكاتب السوداني - الذي يعد أحد أبرز قادة الرأي السودانيين في عمود له بصحيفة "التغيير" الصادرة بالخرطوم اليوم - أن "مثل هذا الحوار سيتيح الفرصة لوسائل الإعلام والصحفيين والمفكرين في البلدين، للإسهام في تقديم صور حقيقية عن واقع الشعبين وقدراتهما الحقيقية، مما يساعد على إنتاج تقييم حقيقي يعزز فرص التواصل المشترك على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لأبناء وادي النيل". وأشار الكاتب السوداني إلى أن "بعض رموز الإعلام والدراما المصرية لا يزالون بعقلية "الخديوية والباشوية" تجاه السودان، ولا يدركون مدى خطورة ما يوجهون من رسائل إعلامية تضر بعلاقة دولتهم مع الشعب السوداني الجار والشقيق الذي تربطه مع أشقائه في شمال الوادي، أواصر الدم والتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك". وقال النور إنه "في الوقت الذي لم تندمل فيه الجراح الغائرة التي أحدثها استهزاء الفنان أحمد آدم في برنامجه "بني آدم شو" قبل شهور، حتى جدد برنامج آخر يدعى "الجارحي شو" بصورة أكثر استفزازا صورة السوداني باعتباره كسولا ولا يمكن أن يصنع ثورة كما حدث في مصر، وأن السودانيين لم يخرجوا للشارع بسبب "حرارة الشمس" وينصحهم بكتابة تويتات تطالب بإسقاط النظام، بدلا من تكبد مشقة الخروج إلى الشارع". وأكد أن "الصورة النمطية للسوداني في المخيلة المصرية التي تعبر عنها السينما والدراما وبعض وسائل الإعلام المصرية هى الاستهزاء والازدراء بسخرية كوميدية تصورهم في أدوار "السفرجية أو البوابين"، فالسخرية من السودانيين ليست "كوميديا مضحكة" بل هى أمر مشين لتاريخ مصر السينمائي ولتاريخ العلاقة بين البلدين". وأوضح النور أن "الصورة السالبة عن السودان في مخيلة بعض الإعلاميين والمثقفين المصريين، تؤشر على وجود حالة من الارتباك المعنوي لدى هؤلاء الإخوة تجاه السودان والشخصية السودانية، وهو ارتباك يصنف في مربع "الاستعلاء والفوقية" التي تجاوزها الزمن بكل متغيراته، إلا من عقول انقطع عنها تيار المعرفة والإدراك". وأشاد الكاتب - في سياق مقاله - بصورة إيجابية روى فصولها مسلسل "الخواجة عبد القادر" الذي ألقى الضوء على الأبعاد الإنسانية للحياة في السودان، لذا احتفى به الشعب السوداني لأنه أنصفهم. وقال النور إن "تعقيدات الأوضاع في البلدين والمناخ الإقليمي والدولي، لا تدعو إلى التفاؤل بعلاقات مستقرة ومتوازنة بين الخرطوم والقاهرة، بل قد تشهد تراجعا"، مشيرا إلى أن "ما سيؤدي إلى استقرار العلاقات، هو بناء شبكة مصالح وتشابك المنظمات الأهلية والمدنية بالبلدين، تتجاوز الأطر الرسمية التي تكون عرضة للتقلبات السياسية، وستكون العواطف التاريخية والصلات الاجتماعية داعما ورصيدا يضيف رسوخا لتلك العلاقات".