يحتفل العالم غدا 16بيوم الغذاء العالمى الذى يوافق يوم إنشاء منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة /فاو/ عام 1945 وذلك وسط تحدى كبير من قبل جميع الحكومات بتوفير الغذاء المناسب لشعوبها والقضاء على نقص الغذاء الذى يهدد بعض شعوب الدول النامية خاصة وأنه تم تحديد عام 2015 عاما للقضاء على الجوع نهائيا . وبالرغم من أن انتاج العالم من الغذاء يوميا يكفي كافة البشر بمعدل 2720 سعرا حراريا ، إلا أن هناك حوالي 842 مليون شخص يعانون من الجوع في اليوم فهل سينجح العالم في مواجهة هذا التحدي. وقال الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس إن الجوع هو محصلة إهدار الوقت والطعام فالشعب الذى يعرف قيمة العمل ويحافظ على الموارد البيئية لا يعانى من الجوع. وأضاف بدران - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم/الثلاثاء/ - أن نقص الغذاء فى العالم هو منظومة متكاملة تبدأ من معاناة الجنين داخل الرحم وتنتهى بوفاة بشر لايجدون الحد الأدنى من الطعام . وأشار إلى أن مناسبة اليوم العالمى للغذاء تهدف إلى تشجيع الإنسان لانتاج الأغذية الزراعية والتعاون الاقتصادي والتقنى بين الدول النامية وزيادة الوعى العام بمشكلة الجوع فى العالم وتعزيز نقل التكنولوجيا إلى العالم النامى والتضامن الدولى والوطنى فى الكفاح ضد الجوع وسوء التغذية والفقر ، حيث أن ثمن قذيفة طائرة واحدة تكفى إطعام مدرسة ابتدائية في العالم النامى لمدة 5 أيام. وأوضح أن العالم يهدر نصف انتاجه من الطعام فى القمامة بمعدل يصل حوالى ملياري طن ولتقليص هذا الهدر يجب مراقبة الانتاج والتخزين والإعداد والحفظ والعمل على تلافى الخسائر فيها .. لافتا إلى أن الجوع منتشر فى كل بقاع الارض وهو يعنى عدم توفر غذاء كاف لحياة نشطة وصحية بسبب الفقر وإهمال الزراعة والازمة الاقتصادية العالمية والكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة وزيادة أسعار المواد الغذائية . وقال إنه خلال القرن العشرين توفى 70 مليون شخص من المجاعات فى جميع أنحاء العالم وأن هناك مليار نسمة "15 % " من سكان العالم يعيشون تحت عباءة الجوع المزمن أغلبهم يعيشون فى الدول النامية .. مشيرا إلى أن بعض الدول التى تتصف بالثراء كالولايات المتحدةالامريكية يعيش 13 % من شعبها فى كنف الجوع الدائم وهناك مايقرب من 25 % من الأطفال الامريكيين لايجدون طعام العشاء. وأوضح أن الجوع يمكن وصفه بالوباء حيث يتسبب فى الوفاة المبكرة والإعاقة لثلث البشر ويسبب نقصان المناعة ويفاقم من مضاعفات الأمراض ..مشيرا إلى أن الاطفال هم الضحايا الأكثر لسوء التغذية التى تلعب دورا هاما فى وفاة حوالى 6 ملايين طفل كل عام. وأكد أن سوء التغذية يسبب التقزم بين الأطفال وأنه يوجد بأشكال مختلفة وأن سوء التغذية بين الحوامل فى الدول النامية يؤدى لانخفاض الوزن عند الولادة فى سدس المواليد ويهدد حياتهم وربما يسبب لهم صعوبات فى التعلم وتخلف عقلى واعتلال الصحة والوفاة المبكرة .. مشيرا إلى أن سوء التغذية يصيب 150 مليون طفل بنقص الوزن و182 مليونا آخرين يعانون من تأخر النمو . وذكر بدران أن لبن الأم هو التغذية المثلى الاقتصادية للرضيع ، حيث يحتوى على مختلف العناصر الغذائية التى يحتاجها الطفل وبنسب مثالية بالإضافة إلى توافره في أي وقت معمقا وطازجا بدرجة حرارة مناسبة. ووضع بعض الحلول لتحقيق الحق فى الغذاء ومنها توفير المن الغذائى وضمان سلامة الغذاء وحماية المستهلك وتعزيز الرضاعة الطبيعية وعلاج العدوى ومكافحة الطفيليات وتشجيع الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات وخفض الضرائب على مشروعات انتاج الغذاء وترويج الزراعة العضوية التى لاتستخدم فيها المبيدات أوالأسمدة