أكد وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد، إن كافة الولايات السودانية تشهد هدوء تاما عقب التظاهرات التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية، احتجاجا على قرارات رفع الدعم عن المحروقات، مشيرا إلى أن عدد ضحايا أحداث الشغب بلغ 34 شخصا منهم 33 شخصا بولاية الخرطوم، وشخص واحد بولاية الجزيرة، وإن تلك هي الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة السودانية. وقال وزير الداخلية السوداني- خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع والي الخرطوم عبد الرحمن خضر، الذي عقد اليوم "الأحد" لتوضيح الأحداث التي مرت بها السودان خلال الأيام الماضية بحضور وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان-إن التحقيقات تجرى حاليا من قبل النيابة العامة للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء قتل المتظاهرين، من خلال تقارير الطب الشرعي. وأكد الوزير السوداني، إن الشرطة السودانية لم تطلق النار على المتظاهرين، وأنه كان هناك استهداف ممنهج لمراكز الشرطة والمواقع الأمنية بالبلاد، مشيرا إلى أن "الجبهة الثورية" تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وان التحقيقات جارية حاليا، ومن سيثبت ضلوعه منهم في أعمال العنف والشغب التي تمت سيتم محاكمته وفقا للقانون. وقال، إن عدد من تم القبض عليهم في أحداث الشغب بلغ 700 متهم، وان النيابة قامت بالإفراج عن من لم يثبت إدانته في أحداث العنف، مشيرا إلى أن من تم القبض علية متلبسا بالسرقة والنهب سيتم محاكمته وفقا للقانون. وأشار وزير الداخلية السوداني، إلى أن بعض القنوات الإعلامية والمواقع الإلكترونية، لم تكن مهنية في تغطيتها للأحداث بالسودان، وقال "إنه تم عرض صور لقتلى مظاهرات في مصر على أنها في السودان"-على حد قوله-، مشددا على ضرورة أن يتم استيفاء البيانات من مصادرها المعتمدة وهي وزارة الصحة السودانية. واستعرض الوزير السوداني، حجم التخريب والدمار الذي تم بولاية الخرطوم، والذي شمل أقساما للشرطة، ومرافق عامة، وممتلكات مواطنين، فضلا عن 40 محطة وقود تم تدميرها بالكامل. ومن جانبه قال والي الخرطوم عبد الرحمن خضر، إن حق التعبير السلمي مكفول للجميع وفقا للدستور والقانون، مؤكدا أن رئاسة الشرطة بالولاية لم تعطي تعليمات بإطلاق النار على المتظاهرين، لافتا إلى أن ما حدث في أول يومين للمظاهرات تجاوز كل التوقعات، وتم تخريب وتدمير ونهب للممتلكات العامة والخاصة، من قبل المخربين. وأكد خضر، إن أول ضحايا المظاهرات، كان لرجل تجاوز الستين من عمره، وتم قتله "بساطور" من قبل المخربين، لآنه رفض أعمال التخريب والنهب التي يمارسونها، مشيرا إلى أن ثاني حالة لشاب عمره 17 عاما بطلق ناري من مسدس على بعد ثلاثة أمتار فقط، مؤكدا إن التقارير المبدئية تشير إلى أن معظم الضحايا مصابين بطلق ناري في الظهر من مسافات قريبة. وأضاف إن لجان التحقيق التي تم تشكيلها تقوم حاليا باستكمال تحقيقاتها للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء القتل، وكذلك حصر كامل للخسائر البشرية والمادية التي طالت ولاية الخرطوم. واستعرض الوالي، حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي شرعت حكومة الخرطوم في تنفيذها، والتي ستراعي الفقراء ومحدودي الدخل من المواطنين. وفي سياق متصل، أكد وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان-خلال المؤتمر الصحفي-إن إجراءات غلق بعض الصحف السودانية خلال الأيام الماضية يعود لسياستها التحريضية التي تحض على الفتنة وزعزعة الاستقرار، مشيرا إلى أن تلك الصحف خالفت ما تم الاتفاق علية بخصوص الأوضاع الأمنية للبلاد، ومواثيق شرف عدم النشر لما يضر بالأمن وسياسات الدولة. وحول إغلاق مكتب قناة العربية، أكد الوزير السوداني إن العربية عمدت مع سبق الإصرار والترصد لصنع ربيع عربي بالسودان، بالأكاذيب الملفقة، مشيرا إلى أنها قامت بإذاعة صور تشير لانضمام القوات المسلحة السودانية للمتظاهرين، على خلاف الحقيقة مؤكدا أن تلك الصور تم التقاطها أثناء تحرير القوات السودانية لمنطقة "أم كارشولا" التي تم استردادها من المتمردين في الماضي، وظهر فيها تلاحم الشعب مع الجيش السوداني، وأظهرت هذا المشهد أنه يحدث بالخرطوم الآن، وأن هذا يعد خطا إعلاميا موجه ومرتب ومحرض على الفتنة.