تظاهر آلاف السودانيين أمس الخرطوم منددين بوقف رفع دعم اسعار الوقود ما ينذر باتساع نطاق الاحتجاجات العنيفة التي اوقعت حتي الآن29 قتيلا في عدة مناطق من السودان. وتعتبر هذه التظاهرات التي اخذت منحي عنيفا في بعض الأماكن ادي الي اتلاف وحرق ممتلكات عامة وخاصة, الأكبر في السودان منذ تولي عمر البشير الحكم في1989 وافاد شهود ان نحو ثلاثة آلاف متظاهر ساروا أمس في حي الانقاذ مرددين شعرات الربيع العربي مثل حرية, حرية والشعب يريد اسقاط النظام. واحرق المتظاهرون اطارات سيارات لقطع الطرق ورشقوا السيارات بالحجارة وحاولت الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وانتشرت قوات مكافحة الشغب منذ الصباح الباكر في أكبر مقاطع طرق العاصمة حيث اغلقت معظم المحلات التجارية. كذلك اغلقت محطات البنزين لا سيما ان المتظاهرين اضرموا النار في العديد منها أول أمس. واستمرت التظاهرات حتي ساعات متأخرة من ليل أول أمس وامتدت الي احياء أخري من العاصمة. وتحولت التظاهرات الي اعمال شغب في بعض الاماكن وحاول المتظاهرون اضرام النار في مبني تابع لوزارة السياحة في حي جنوب العاصمة وافاد شهود ان واجهته احترقت فقط. ونهب متظاهرون الثلاثاء الماضي مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في ام درمان واحرقوه, وفق شهود. وأعلن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر في تصريح متلفز ان الحكومة ستضرب بيد من حديد علي المخربين للممتلكات العامة. وقتل ما لا يقل عن29 شخصا خلال ثلاثة ايام من التظاهرات المناهضة للحكومة وفق اخر حصيلة من مصادر طبية. ومن جانبه أكد ربيع عبد العاطي, القيادي بحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم, أن الاحتجاجات التي تشهدها السودان ليست ذات طابع سياسي, وقال المسئول السوداني في تصريح خاص لراديو سوا الأمريكي أمس لم تكن المظاهرات التي اندلعت أمس سلمية, ولا حتي ذات طابع سياسي, بل تم استغلالها للقيام بأعمال تخريبية ولإحراق محطات الوقود, وإحراق سيارات المدنيين, مؤكدا أنه تمت ملاحقة المتسببين في تلك الأعمال التخريبية. وطالب مجلس أحزاب الوحدة الوطنية السودانية, القوي والحركات السياسية المختلفة بمضاعفة جهودها لجمع الصف الوطني, وتفويت الفرصة علي المتربصين بأمن البلاد, مؤكدا أهمية عمل الجميع من أجل المصلحة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية. وناشد الأمين العام للمجلس عبود جابر أمس كل المواطنين لأخذ الحيطة والحذر وكشف المخربين الذين يستهدفون تدمير ونهب الممتلكات العامة والخاصة, ويعملون من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد. فيما أكد رئيس لجنة الحسبة والمظالم بالبرلمان السوداني الفاتح عز الدين, استغلال بعض الخلايا النائمة لما يسمي بالجبهة الثورية, للمظاهرات بالخرطوم لتخريب المرافق العامة ونهب ممتلكات المواطنين. وأوضح الفاتح أمس إن المواطن السوداني انحاز لحماية مقدراته حيث تأكد له أن الموضوع ليس تعبيرا عن رأي, وإنما يوجد فوضي خلاقة نفذتها بعض الجيوب من متمردي ما يسمي الجبهة الثورية, تمثلت في حرائق منظمة لمحطات البنزين وايجاد فوضي في الشارع, مشيرا إلي أنه تم نقل عناصر من موقع لآخر حتي يعطي إحساسا بأن الفوضي تضرب بكل العاصمة. وفي سياق متصل, أكدت ولاية الخرطوم, أن الأحداث التخريبية التي شهدتها الولاية خلال اليومين الماضيين, تصل إلي درجة الجريمة المتكاملة الأركان, باعتبار أنها استهدفت الخدمات الحيوية للمواطن وممتلكاته. وأكد نائب والي ولاية الخرطوم صديق الشيخ, في تصريح مساء أمس إن الولاية لن تقبل أن يضيع مستقبل8 ملايين نسمة, من أجل مجموعة من النهابين والمخربين والخارجين عن القانون, مشيرا إلي أن نعمة الاستقرار والطمأنينة والتسامح التي يعيشها المجتمع السوداني لن نفرط فيها. وفي غضون ذلك, أكدت اللجنة الأمنية السياسية المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان التزامها بتنفيذ إعادة انتشار القوات في المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح, وأوصت بطرد العناصر المتمردة المتواجدة في المنطقة الآمنة, كما طالبت باستعجال اللجنة الأفريقية رفيعة المستوي لتحديد الخط الصفري المؤقت خلال أسبوعين. وأوضح المعز فاروق مقرر اللجنة الأمنية المشتركة جانب السودان في تصريح عقب عودة الوفد السوداني أمس للخرطوم بعد مشاركته في ختام الجولة الرابعة لاجتماعات اللجنة التي عقدت بجوبا- إن الاجتماعات سادتها روح الشفافية والجدية والرغبة القوية في معالجة كل الاهتمامات والشكاوي. رابط دائم :