اهتمت الصحف الخليجة الصادرة اليوم الأحد بتطورات الأزمة السورية، مثمنة موافقة مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الخاص بإلزام الحكومة السورية بتفكيك ترسانتها الكيماوية. ففي السعودية ، قالت صحيفة "المدينة" تحت عنوان (نهاية حلم الأسد) إن موافقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مشروع القرار الخاص بإلزام الحكومة السورية تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيماوية وسماح دمشق لفريق المفتشين الدوليين بدخول سوريا دون قيود يعتبر إنجازًا مهمًا تحققه الأممالمتحدة مع انعقاد دورتها ال68 . وأضافت أن توقيت صدور القرار مع موافقة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على خطة للتخلص من ترسانة دمشق بحلول منتصف 2014 يؤكد على جدية المجتمع الدولي بالوقوف ضد مخاطر استمرار وقوع هذا السلاح الخطير بيد سفاح سوريا وإمكانية استخدامه مستقبلاً. وأوضحت أن الأمر الأكثر أهمية ، يتضح في تزامن ذلك كله مع تحقيق تقارب في العلاقات الأمريكية – الإيرانية ، مشيرة الى انه بالنظر الى تلك الأحداث والمستجدات في الأزمة السورية لأمكننا أن ندرك بسهولة أن العدّ التنازلي لسقوط الأسد أصبح يقترب من النهاية. من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" تحت عنوان (سورية.. المعادلة تتغير بعد القرار الأممي) إن روسيا والصين لم يستخدما "الفيتو" لنقض القرار الصادر عن مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، ما يشير إلى أن الدبلوماسية الدولية قد نجحت في تليين بعض المواقف الداعمة والحامية للنظام السوري. وأضافت أن صدور قرار أممي أمس بالإجماع يمهد لعقد مؤتمر "جنيف 2 " للتوصل إلى حل سلمي ينهي الأزمة ، مشيرة الى انه في حال عدم الامتثال للقرارفإن ذلك سيؤدي إلى فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ، ويدعو إلى محاسبة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية ، مع الإشارة إلى أن "حل الأزمة السورية يكمن بالحل السياسي عبر حكم انتقالي. وتحت عنوان (مسارٌ يراد لثورة سوريا أن تسلكه) قالت صحيفة "الشرق" إن السوريين تأكدوا أن عواصم القرار العالمي والمؤسسات المعبرة عن المجتمع الدولي لا يعنيها نجاح هذه الثورة ولن تتدخل للحفاظ على حياتهم، هي معنيَّة فقط بأمن إسرائيل ولا تريد أن يتهدد الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط خصوصاً مع استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. وأشارت الى أن هذه العواصم لا تفضل أيضاً قيام نظام وطني في سوريا يعمل على نهضتها، حتى تستمر في الترويج لفكرة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في هذا المحيط الجغرافي التي يتسم نظامها بالتقدم والديمقراطية. وأوضحت أن دولاً تبدو ظاهرياً مساندة للمعارضة السورية لن تمانع رحيل بشار الأسد دون تمكينٍ لمشروع الثورة ، وقد نرى في الأيام المقبلة الدفع من الدبلوماسيين الغربيين في هذا الاتجاه الذي يؤمِّن لجسم النظام الحماية والبقاء مع التخلي عن الرأس والصفوف الأولى. وأكدت الصحيفة إن صناعة العملية الانتقالية في سوريا ينبغي أن تستند إلى أهداف الثورة وإلا باتت أقرب إلى عملية تقسيم سلطة ومكاسب قد تتحول معها سوريا إلى دولة طوائف ما يعني إضعافها ، وهو أمر لن يضر إلا السوريين أما المجتمع الدولي فلن يعنيه الأمر كثيراً. وفي دولة الامارات ، قالت صحيفة "البيان" إن الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة مع الاتفاق الدولي على تأمين السلاح الكيماوي، إلا أن تطبيق الاتفاق وتدمير هذا السلاح سيستغرق وقتا لا يقل عن العام وإن كان هذا إيجابيا بحد ذاته إلا أنه في المقابل لا يتدارك تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية التي وصلت إلى مرحلة الكارثة. وأوضحت الصحيفة أن ما تحتاجه سوريا هو وقف لإطلاق النار والسماح بممرات إنسانية توصل المساعدات إلى ما يقارب عشرة ملايين سوري هم في أمس الحاجة إليها بعد أن انتشرت صور المجاعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأفصحت عن حجم الكارثة الإنسانية التي تضرب الأحياء المحاصرة بالقتال. وأكدت أن تأمين وإتلاف السلاح الكيماوي الذي استعمل ضد الشعب السوري أمر حيوي ولكنه ليس كافيا ويدل على أن الأولويات الدولية بالنسبة للشأن السوري لا تتعدى الجانب الأمني ولم تلحظ المخاطر التي يترتب عليها الوضع المنفلت والمفتوح على كل الاحتمالات. وأشارت إلى أن القوى الإقليمية اصبح لها موطئ قدم على الأرض السورية والإرهاب العالمي أصبح له دولة في بعض المناطق التي سيطرت عليها المعارضة وحروب بعض الدول والقوى تخاض على حساب الشعب السوري المظلوم الذي خرجت أمور بلده عن السيطرة بفعل فاعل يعرفه الجميع. ونبهت إلى أن الخطر الذي يستهدف الدولة السورية لم يعد مقتصرا على التدخلات الإقليمية المعروفة والتي أدخلت البلد في حرب طائفية بل أيضا في سعي قوى الإرهاب العالمي إلى سرقة ثورة الشعب السوري واستغلال حالة الانشغال التي يعيشها الثوار في محاربة النظام للحلول محل قوى الثورة وتحويل البلد إلى معازل وإقطاعات يسيطر عليها أمراء قادمون من خلف الحدود ويسعون لتطبيق أجندات لاعلاقة للسوريين بها. وشددت "البيان" - في ختام افتتاحيتها - على أن سوريا بحاجة إلى جهد عربي ودولي إنقاذي وحل جذري ينقذ ما يمكن إنقاذه من هذا البلد العربي الذي دمرته الخلافات والتنازع على مناطق النفوذ والمصالح الدولية المتضاربة. وفي دولة قطر، لفتت صحيفة "الوطن"،إلى أن التدخل المباشر للأطراف اللبنانية بالازمة السورية رغما عن الدولة وبالتناقض مع سياساتها المعلنة لا يصب في مصلحة الدولة ويضر بصورتها أمام العالم، ويمثل انتهاكا واضحا لشرعيتها ، ويباعد بين مواقف أطراف الجماعة اللبنانية، مما ينعكس سلبا على كل الأوضاع الحزبية والدستورية . وأشارت الصحيفة الى دعوة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للأطراف اللبنانية المتورطة بالأزمة السورية للانسحاب، مناشدا إياهم أن يضعوا مصلحة بلدهم قبل أي مصلحة أخرى ، إذ ليس من المقبول أن تنأى الدولة اللبنانية بالنفس عن الأزمة في سوريا، بينما تغرد أطراف لبنانية أخرى خارج سياق ما التزمته الدولة، وكأنها بهذا السلوك تتمرد على الدولة، أو كأنها دويلة داخل الدولة، مما قد يجر لبنان إلى كوارث وأزمات لا طاقة له بها. وقالت إن لبنان صاحب تجربة الحرب الأهلية، التي أنهكته لسنوات طوال، و اكتوى مرارا وتكرارا بأزمات جواره الجغرافي، ويواجه مشكلات اقتصادية تؤثر على أنشطته المختلفة ، بحاجة إلى أن يتمتع باستقرار سياسي لإنعاش رئته الاقتصادية .. مشددة على ان الدفع بلبنان لأن يكون رهينة لتداعيات أزمة في دولة مجاورة فيه من الأخطار الكثير.