نجح فريق بحثي مصري برئاسة الدكتور عبد العزيز نور، أستاذ تغذية الحيوان بجامعة الإسكندرية والمستشار الزراعي لائتلاف شباب الثورة لتنمية الاقتصاد، في التوصل إلى استخدام نوع معين من الأسماك لتنقية مياه النيل وملحقاته تنقية بيولوجية آمنة صديقة للبيئة تقضى على الهوائم الحيوانية والنباتية التي تعد السبب المباشر في انتشار بعض الأمراض الخطيرة مثل الكبد الوبائي، السرطان، الفشل الكلوي والتسمم الغذائي إلى جانب حل مشكلة نقص الغذاء البروتيني في مصر. وقال نور، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الجمعة، إن "فكرة البحث تعتمد على استزراع أنواع معينة من الأسماك صديقة البيئة من عائلة الكارب في مقدمتها الكارب الفضي المعروف باسم المبروك الفضي التي تقوم بجمع الطحالب والهوائم الدقيقة الضارة الموجودة على سطح المياه والناتجة من الملوثات الحيوانية والصناعية وتحصل على الأكسجين الذائب منها ثم تبتلعها". وأضاف أنه "بذلك فإن تلك الأسماك لها قدرة فائقة على الفلترة الميكانيكية والحد بنسبة تتراوح من 40 - 50% من الهوائم الحيوانية والنباتية على التوالي والتي من المعروف علميا أنها السبب المباشر في انتشار بعض الأمراض الخطيرة"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من الأسماك سريع النمو ويصل أقصى نمو الواحد منها إلى 27 كيلوجراما منه يستهلك ما يقرب من 80 كجم من الطحالب الدقيقة بما لا يدع مجالا للشك في المقدرة الفائقة لهذه الأسماك صديقة البيئة وأخواتها على تنقية مياه النيل من التلوث". وأوضح أن القضاء على تلوث مياه النيل سيسمح باستعادة التوازن الحيوي المائي الذي يسهم بدوره في تحسين جودة المياه وزيادة الإنتاج السمكي وعودة الأسماك المنقرضة نتيجة التلوث لتعيش في مياه النيل بما يحقق التنوع في أنواع الأسماك وعودة الأسماك عالية القيمة الغذائية مثل سمكة قشر البياض وخلافه. من جانبه، أشار محمد مصطفى، المنسق الإداري لائتلاف شباب الثورة لتنمية الاقتصاد، إلى أن هذا البحث سيدعم الاقتصاد المصري من عدة جوانب مهمة، أولها من الناحية البيئية والصحية والاقتصادية، حيث سينقل مصر من دولة تستورد 450 ألف طن من الأسماك سنويا إلى دولة مصدرة للأسماك بما يوفر في النقد الأجنبي، ويساعد في علاج خلل الميزان التجاري و يزيد من فرص عمل الشباب. وأوضح أن "البحث سيساهم أيضا في حل مشكلة نقص الغذاء البروتيني في مصر بكسر مثلث البروتين والذي يتكون من اللحوم والدواجن والأسماك، فإن تحقق الاكتفاء الذاتي في أحدهم يؤدي لعلاج المشكلة، كما أن هذه الأسماك تقلل من التكاليف الصناعية لتنقية مياه النيل لأغراض الشرب". يذكر أن ائتلاف شباب الثورة لتنمية الاقتصاد يتبنى المشروعات والأبحاث المصرية بعد مراجعتها من نخبة من الأساتذة والمختصين في الجامعات، ويتم تقييم الأبحاث على عدة معايير في مقدمتها إمكانية تطبيقه في الوضع الحالي لمصر والجدوى الاقتصادية له، حيث يقوم الائتلاف بعمل دراسة جدوى شاملة للمشروع المقدم.