بعد سنوات من القلق والخوف انتهت اليوم أسطورة ياسر الحمبولى خط الصعيد أو "عفريت الليل" كما أطلق عليه في محافظة الأقصر بعد تبادل إطلاق الرصاص لمدة 3 ساعات مع الشرطة. ولد ياسر الحمبولى في مدينة الزينية التابعة لمركز طيبة محافظة الأقصر ويبلغ من العمر 39 عامًا تزوج مرتين وأنجب أربعة أطفال. تعلم ياسر الإجرام على يد أبيه عبد القادر الحمبولى (78 سنة) والمسجل خطر في 37 قضية جنائية وكان أخطر طفل بين إقرانه اشتهر الحمبولى بسرقة الماعز والحمير والمواشي من نجع عامر بالزينية. وفى عامه العشرين قام بالعمل وتكوين عصابة لسرقة السيارات والمواشي، ألقي القبض عليه وتم حبسه بسجن قنا في قضية سرقة مواشي وتمكن من الهروب أثناء ثورة 25 يناير وارتكب العديد من السرقات والسطو المسلح على الطرق السريعة وعلى محطات البنزين وعلى المنازل وقاموا بترويع المواطنين. كما أتهم الحمبولى بالاشتراك مع زوج شقيقته في قتل رئيس مباحث القصير أثناء قيامة بعملية سطو مسلح على خزينة إحدى محطات البنزين بالقصير وتمكن من الهرب وأصدرت المحكمة حكم بالسجن المؤبد وحكم بالإعدام على زوج شقيقته هاشم العزب ومعه أربعه آخرون. وبعدها تزعم ياسر الحمبولى عصابة زوج شقيقته هاشم ليصبح هو خط الصعيد الجديد، وفي الشهور الأخيرة قام المتهم بترويع المواطنين وارتكب العديد من جرائم القتل والسرقة بالإكراه وإطلاق الرصاص على الشرطة وسرقة المنطاد السياحي، وقامت الشرطة باختطاف ابنه لإجباره على تسليم نفسه لمباحث شرطة الأقصر. ومنذ شهرين قامت الشرطة بحملة كبيرة في زراعات القصب بالزينية وأطلقت النيران على ياسر الحمبولى وأصابته ولكنه تمكن من الهرب وأسفرت الحملة على مصرح أحد أفراد عصابة الحمبولى "أحمد هاشم أحمد" ابن عم الحمبولى والقبض على ابنه حشمت ياسر (15سنة) حتى تمكنت قوات أمن الأقصر الخميس، من القبض عليه داخل إحدى الشقق بمنطقة الكرنك بالأقصر وتم وضعه داخل مديرية أمن الأقصر ومنتظر ترحيله إلى سجن قنا، وعقب إلقاء القبض على المتهم سادت حالة من الارتياح والفرحة في الشارع الأقصرى، وعبر الأطفال عن فرحتهم في شوارع مدينة الأقصر مرددين "الحمبولى اتقبض عليه". واحتشد عشرات من الأهالى أمام مديرية أمن الأقصر لتقديم الشكر لأجهزة الأمن عقب إلقاء القبض على ياسر عبد القادر الحمبولى الشهير إعلاميًا "بخط الصعيد" ونظم الأهالى احتفالية كبيرة "زفة" للمتهم. وصرح رئيس مباحث الأقصر أنه تم القبض على الحمبولى بناء على معلومة توصلت إليها قوات الأمن من خلال متابعة خط سير المتهم وتم عمل كمين له داخل إحدى الشقق بمنطقة الكرنك وكان المذكور بمفرده وتبادل إطلاق الرصاص مع قوات الأمن من الأسلحة الآلية التي عثر عليها بحوزته داخل الشقة. ويعد المتهم من أخطر المسجلين خطر بمنطقة الأقصر الصعيد، خاصة في جرائم السرقة بالإكراه والسطو المسلح وسبق اتهامه في 22 قضية جنائية منها قضايا تم الحكم عليه بالإعدام والمؤبد. كما أن المتهم اشترك مع والده في ارتكاب العديد من الحوادث واشترك في مقتل رئيس مباحث القصير، فيما أكدت الدكتورة إيمان شريف الأستاذ في معهد البحوث الاجتماعية والجنائية أن شخصية المجرم الشهير الحمبولى أو خط الصعيد كما أطلق عليه ليست إلا شخصية مريضة نفسيًا ويطلق عليه فى علم النفس شخص سيكوباتى. وأوضحت أنه من سمات هذه الشخصية الخروج على القانون والعادات والتقاليد كما أنه يحب أن يتباهى بإجرامه وينظر لأفعاله الإجرامية على أنها بطولات يجب أن يتحاكى الناس بها ليرضى غروره. وأشارت إلى أنه فى الغالب لا يقوم المجرم السيكوباتى بأفعاله من أجل مكسب مادى كما يفعل بعض البلطجية واللصوص لكنه يفعل ذلك من أجل إشباع رغبته بالظهور والشهرة دون رغبة فى الحصول على المال كهدف أساسى لذلك فأسباب خروجه على القانون أسباب نفسية قد ترجع لتنشئته منذ الطفولة فعادة ما يكون هو الطفل الأوسط فلا يحظى باحترام الكبير أو تدليل الصغير فيحاول أن يقوم بأفعال خارجة على المألوف للفت انتباه الأسرة له، وإذا لم يعالج منذ صغره قد يصل لحالة الإجرام، مضيفة أنه ربما يكون هناك فى الأسرة شخص بهذه المواصفات فيحاول تقليده دون تمييز حتى يصل لحالة المرض التى يصعب معها العلاج إذا ما تخطى مرحلة المراهقة. وقالت الدكتورة إيمان الشريف أن المجرم السيكوباتى لا يهمه قدر المخاطر التى يتعرض لها وتجده مؤمن بما يفعل لأنه فاقد الإحساس بالمخاطر مقارنة بحصوله على لذة الشهرة وحديث الناس عنه وعجز رجال الأمن فى القبض عليه ويعتبر ذلك بطولات وملحمة كملحمة أبو زيد الهلالى، ونصت بوضع هذة النوعية من المجرمين تحت الرعاية الصحية والاجتماعية ليس لعلاجه ولكن على الأقل لتعديل سلوكه.