في تصعيد للتوترات الداخلية، تحدى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت علانية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوضع خطة واضحة لغزة بعد الصراع المستمر. وكان رفض جالانت الصارم لدعم أي شكل من أشكال الحكم العسكري أو المدني الإسرائيلي في غزة سبباً في تفاقم الانقسام الذي طال أمده داخل مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي. وفقا لنيويورك تايمز، أعلن جالانت، الذي أثارت إقالته من قبل نتنياهو العام الماضي احتجاجات واسعة النطاق وأزمة سياسية، مطالبه علناً في مؤتمر صحفي قوي. وشدد على ضرورة إيجاد هيئة حكم بديلة لحماس، منتقدا غياب التخطيط السياسي لمستقبل غزة. أيد بيني جانتس، وهو وزير كبير آخر ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي السابق، موقف جالانت، مؤكدا أن جالانت كان يتحدث "الحقيقة". وزاد هذا التضامن من عزلة نتنياهو، الذي سرعان ما رد ببيان مسجل بالفيديو يؤكد من جديد موقفه ضد الإدارة الفلسطينية في غزة مع بقاء حماس. تجاهل نتنياهو لمخاوف جالانت، وتأكيده على ضرورة تدمير حماس دون تأخير، يسلط الضوء على عمق الخلاف الاستراتيجي. وفي الوقت نفسه، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير ووزير الاتصالات شلومو كارهي إلى إقالة جالانت، واتهماه بتقويض المجهود الحربي. إن التحدي الذي يواجهه جالانت يسلط الضوء على قضية بالغة الأهمية: ألا وهي الافتقار إلى استراتيجية متماسكة للحكم المستقبلي في غزة. وتعكس تعليقاته إحباطًا أوسع نطاقًا داخل القيادة العسكرية بسبب الاشتباكات المتكررة في المناطق التي يفترض أن حماس قد هُزمت فيها. وشدد جالانت على أن النظام المدني العسكري في غزة سيكون ضارا لإسرائيل، محذرا من تكاليف بشرية واقتصادية باهظة. الخطر السياسي الذي يواجه نتنياهو كبير. وقد تؤدي إقالة جالانت مرة أخرى إلى إثارة المزيد من الاضطرابات، وهو ما يذكرنا برد الفعل العنيف الذي حدث العام الماضي. وبينما تتصارع القيادة الإسرائيلية مع هذه الانقسامات الداخلية، يظل مستقبل غزة وحل الصراع الأوسع غير مؤكد، مع ما يترتب على ذلك من عواقب محتملة على الاستقرار الإقليمي والسياسة الداخلية في إسرائيل.