أثارت العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، وخاصة الدخول إلى مخيم جباليا للاجئين، قلقاً دولياً كبيراً مع اشتداد الصراع مع حماس. وفي خضم التقدم الإسرائيلي في رفح وعمليات الإجلاء اللاحقة في جميع أنحاء غزة، مارست كل من الولاياتالمتحدة ومصر ضغوطاً على إسرائيل لإظهار خطة واضحة لحماية المدنيين. ووفقا ل"صنداي تايمز"، شدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على ضرورة أن يكون لدى إسرائيل خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين، محذرا من أن المزيد من العمل العسكري في رفح قد يؤدي إلى حجب شحنات أسلحة إضافية. وأعلنت مصر، من خلال بيان صادر عن وزارة خارجيتها، عزمها الانضمام إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بشأن سلوك إسرائيل، مشيرة إلى الهجمات المتصاعدة ضد المدنيين الفلسطينيين والبنية التحتية في غزة. وتدهور الوضع في غزة بسرعة، مع ظهور تقارير عن قتال قريب بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس، وهو ما يذكرنا بالأيام الأولى من الحرب. ومع دخول الدبابات إلى مخيم جباليا للاجئين وتبع ذلك قصف جوي مكثف؛ تم حث المدنيين على الإخلاء، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الصعبة بالفعل. ومع نزوح أكثر من نصف سكان غزة واحتمال المجاعة التي تلوح في الأفق، أعرب المراقبون الدوليون- بما في ذلك مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان- عن قلقهم العميق إزاء تصاعد العنف وتأثيره المدمر على المدنيين. وعلى الرغم من تأكيد إسرائيل بتنفيذ عمليات دقيقة في مناطق محددة، تشير التقارير إلى وقوع إصابات واسعة النطاق في صفوف المدنيين وحدوث دمار كبير. وقد أدى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، إلى جانب غياب مسار واضح نحو وقف التصعيد، إلى تكثيف الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع. ولقد أثارت العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة أجراس الإنذار على المستوى الدولي، مما أدى إلى نداءات عاجلة لإسرائيل لإعطاء الأولوية لحماية المدنيين ولجميع الأطراف للسعي إلى حل سلمي للأزمة المتصاعدة.