أكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، أن فريق السلطة ليس مستعدا لاستخلاص دروس تجربة أوسلو، مشيرا الى أنه "يتجاوز عملية البناء على الاعتراف الدولي لفلسطين كدولة بالعودة لنفس الأفق العبثي والخضوع للضغط الأمريكي". وقال سعدات المعتقل في سجون إسرائيل منذ مارس 2006 في رسالة سياسية شاملة سربت من سجنه بمناسبة مرور عشرين عاما على توقيع اتفاق أوسلو:"لايوجد أي مبرر منطقي أو مشروع يجيز لفريق أوسلو استمرار المراهنة على المفاوضات، فالتجربة على مدار أكثر من عقدين أثبتت فشلها، ولم يتبق من هذا الاتفاق سوى سلطتين في الضفة والقطاع لا تستطيعان العيش خارج غرفة الإنعاش، ورزمة من الالتزامات الأمنية لحماية أمن الاحتلال، وعلى الأرض تستمر الإجراءات العدوانية لحكومة الاحتلال في إطار سعيها لفرض الحل الانتقالي أو طويل الأمد، والدولة بحدود مؤقتة فرضت على شعبنا وعلى المجتمع الدولي". وأضاف: "إن الصيغة التي وافق عليها هذا الفريق لاستئناف المفاوضات ليست فقط خارج الإجماع الوطني، بل وأيضا تنفي الأسس التي يضعها للعودة إلى المفاوضات أو الارتهان للمفاوضات الأمريكية. وهذا يذكرنا بأن مسار مدريد – أوسلو بني على ضمانات مشابهة في حينه والتي لم تتطبق سوى على الطرف الفلسطيني، فالاستيطان سيستمر وستبقى المرجعية لقضية الأسرى رهنا في إطار اجراءات بناء الثقة وحتى النوايا الإسرائيلية". وحذر من أن "إقدام السلطة على انتهاك قواعد الإجماع الوطني لا يهدد فقط بنسف المصالحة بل وأيضا وحدة التركيبة الراهنة لمنظمة التحرير الفلسطينية". تطلبات المصالحة الوطنية العليا وإعادة الاعتبار لمركزية الصراع مع الاحتلال ووضعه على رأس أجندة عمل قوى شعبنا السياسية".