أكدت الصين، دعمها وتأييدها جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وأنه يمكن التعويل على تأييد الصين لمشروع القرار العربي المقرر إدراجه بمؤتمر وكالة الطاقة المقبل، وذلك مع اقتراب انعقاد الدورة 57 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقبلة، والمقرر عقده يوم 16 سبتمبر وحتى 20 سبتمبر الجاري، واعتزام المجموعة العربية في فيينا إدراج مشروع قرار عن "القدرات النووية الإسرائيلية" وخطرها على منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال لقاء عقد مؤخرا بمقر وزارة الخارجية الصينية، بين وفد مجلس السفراء العرب وبعثة جامعة الدول العربية بالعاصمة الصينية بكين، مع مدير ادارة نزع السلاح بوزارة الخارجية الصينية بانغ شين، حيث بحث الجانبان خلال اللقاء، الخطوات التى ستتخذها المجموعة العربية في فيينا وعزمها إدراج مشروع قرار عن "القدرات النووية الإسرائيلية" وخطورتها خلال مؤتمر الوكالة الدولية. وقد رأس وفد مجلس السفراء العرب خلال اللقاء، عمر أحمد عدي البيطار سفير دولة الإمارات لدى الصين، وضم الوفد أيضا كلاً من محمد الحسن شبو رئيس بعثة الجامعة العربية بالصين، والدكتور إيهاب عبدالحميد المستشار بالسفارة المصرية، وأحمد مصطفى فهمي مستشار بعثة الجامعة العربية. وقال مصدر دبلوماسي بالعاصمة الصينية بكين: إن الجانب الصيني جدد موقف بلاده الثابت من دعم "المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل"، وترسيخ مصداقيتها وعالميتها، موضحًا أن هذا الموقف الصيني هو ما يدفع بكين لتأييد عقد المؤتمر الخاص لجعل الشرق الأوسط خاليًا من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية في أسرع وقت، وأن توفر له أسباب النجاح باعتبار أن ذلك يمثل نجاحا لجهود تحقيق اهداف المعاهدة الدولية. وأضاف أن المسئول الصيني أوضح للوفد العربي فى بكين، أن إدارته وهو شخصيا على اطلاع كامل على خلفيات هذا الموضوع، باعتبار مشاركته الدائمة في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة، وأن بلاده على علم بالإجراءات السلبية التى اتخذها بعض الأطراف الدولية الغربية، والتى أدت إلى تأجيل المؤتمر فى السابق، معرباً عن تقدير الصين لثقة الدول العربية في مواقفها ودعمها للقضايا العربية بشكل عام ومشروع القرار العربي في المؤتمر القادم وبذل أقصى الجهود مع الأعضاء الآخرين خلال المؤتمر فى هذا الاتجاه. وأوضح المصدر الدبلوماسي، أن الوفد العربي قام بتسليم الجانب الصيني، نسخة من مشروع القرار العربي المقدم أمام الدورة 57 لمؤتمر الوكالة فى فيينا، بشأن "القدرات النووية الإسرائيلية" وخطرها على منطقة الشرق الأوسط، كما شرح الوفد الموقف كاملا والتذكير بالقرارات السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة ووكالة الطاقة ومؤتمر مراجعة "المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل" بشأن ضرورة إنشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وأضاف المصدر الدبلوماسي، فى تصريحه إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الوفد العربي ببكين شرح للجانب الصيني المعوقات التى تقف أمام جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، حيث تمتنع فيه إسرائيل، الدولة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، من الانضمام للمعاهدة ورفضها اخضاع منشآتها لنظام التفتيش الدولي المفروض من قبل الوكالة الدولية. وأشار إلى أنه على الرغم من تحديد موعد ما بين عامي 2009، و2010، لإدراج القرار العربي بشأن "السلاح النووي الإسرائيلي"، ووجود أجماع عربي مدعوما بموافقات بعض الدول الكبري بالعالم لعقد المؤتمر الخاص بجعل الشرق الاوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، إلا أن إسرائيل وبمساعدة دول غربية، تمتلك أيضا للأسلحة النووية، سعت لإفشال عقد المؤتمر ونجحت في عدم عقده وتأجيله، على وعد بعقد مؤتمر آخر بهلسنكي بهذا الشأن، لكن ذلك لم يتم من وقتها وحتى الآن". وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن الذريعة التي سيقت لتأجيل المؤتمر والمتعلقة بعدم استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط حاليا تعد مبررة وغير منطقية وغير مفهومة، علمًا بأن هذه الأوضاع تحتم عقد هذا المؤتمر وبذل مزيد من الجهد لتحقيق الهدف منه، موضحًا أن المجموعة العربية الممثلة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية دأبت على طرح مشروع قرار حول القدرات النووية الإسرائيلية، والذي كان يحوز على أكثر الدول الأعضاء خاصة ما بين عامي 2009 و2010. وأضاف أنه نظرًا للأهمية التي توليها الدول العربية لعقد المؤتمر وعدم طرح المشروع خلال عام 2012 طبقا لوعود الدول الغربية، أضافة لتواطؤ المجموعة التي ترعي تنظيم المؤتمر وكذلك الموقف السلبي لبعض الدول وما اتخذ من قرار بتأجيل مؤتمر عام 2010 وعدم عقده فى هلسنكي عام 2012، رأت الدول العربية إعادة طرح هذا المشروع مجددا على مؤتمر الوكالة الدولية خلال دورته المقبلة في 16 سبتمبر الجاري. وأشار المصدر إلى أن وفد مجلس السفراء العرب أعرب خلال اللقاء أيضًا عن تقدير كافة الدول العربية عالياً لموقف الصين الداعم لمشروع القرار العربي في السابق، معرباً عن الأمل في أن يحصل المشروع العربي المقدم على الدعم الصيني مجددًا خلال المؤتمر المقبل بل إنها تثق في أن الصين ستبذل مساعيها لدى الدول التي تربطها بها علاقات جيدة إلى حثها على تأييد هذا المشروع.