حذرت إيران من أن أي عدوان عسكري خارجي على سوريا من شأنه أن يكون بداية نشوب أزمة خطيرة في منطقة الشرق الأوسط وستكون إسرائيل الطرف الأول الذي ستصيبه أضرار مثل هذه الأزمة. ودعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي عقب مباحثاته اليوم مع وزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور إلى تضافر الجميع من أجل الحيلولة من دون ابتلاء المنطقة بفاجعة مرتقبة. وأبدى بروجردي الأمل بأن يتحلى الكونجرس الأمريكي بضبط النفس والعقلانية بالشكل الذي يحول دون وقوع مسائل تهدد أمن المنطقة على غرار ضبط النفس والتصرف العقلاني الذي أظهره الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحيث لم يتسرع في اتخاذ القرار بتوجيه عدوان عسكري ضد سوريا. وأكد إتفاق وجهات نظر لبنان وإيران على أهمية بذل المساعي الحميدة وتضافر الجهود لمواجهة التهديدات والأخطار التي تواجه المنطقة والمؤامرات التي تحاك ضد أمنها واستقرارها وضرورة استتباب الأمور ولاسيما فيما يتعلق بسوريا أو لبنان. وأوضح أنه قدم إلى وزير خارجية لبنان تقريرا حول نتائج زيارته الرسمية إلى سوريا وقد أبديا قلقهما المشترك تجاه دخول الأسلحة الكيميائية على خط الأزمة السورية وقلقهما المشترك أيضا تجاه وصول التقنية التي من شأنها أن تصنع القنابل الكيميائية إلى أيدي "العصابات الإرهابية" المسلحة في سوريا. ولفت إلى أن الأمر الخطير يشكل تهديدا داهما ليس على سوريا فحسب وإنما على كل دول المنطقة وحتى على المجتمعات الغربية أيضا مبديا اعتقاده بأن الدول الخارجية التي مهدت لوصول تقنية صناعة الأسلحة والقنابل الكيميائية إلى الأطراف المسلحة في سوريا يجب أن تتحمل مسئولية وعواقب مثل هذا الأمر. وحول إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن أدلة بحوزتها حول اتصالات بين ضباط سوريين فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية.. أجاب أن من أبسط الأمور أن تعمل أجهزة الاستخبارات على ادعاء أن هناك اتصالا هاتفيا معينا قد تم في الخفاء بين هذا الطرف أو ذاك يدل على أن هذا الطرف قد استعمل الأسلحة والقنابل الكيميائية وليس من المستغرب على أجهزة المخابرات أن تعمل دائما على فبركة مثل هذه الأمور. وقال إن هذا الأمر لا يعتبر سندا ودليلا رسميا دافعا على مثل هذا الأمر بينما السند الرسمي والدافع هو ما قامت به إيران حيث بعثت عبر مذكرة رسمية إلى الولاياتالمتحدة بمعلومات تقول فيها إن هناك أدلة على أن الأسلحة الكيميائية قد وصلت إلى الأطراف المسلحة في سوريا ورغم إبلاغ الإدارة الامريكية بمثل هذه المعلومات الخطيرة فإنها لم تحرك ساكنا. وأضاف أن الدليل القاطع الآخر في هذ المجال أنه منذ خمسة أشهر عندما تم استخدام الأسلحة الكيميائية في "خان العسل" وجاءت فرق التفتيش الدولية التابعة للأمم المتحدة وأثبتت في تقاريرها أن الأطراف المسلحة في سوريا هى التي بادرت إلى استعمال مثل هذه الأسلحة الكيميائية الفتاكة، لكن الإدارة الامريكية لم تبد أي ردة فعل، وهناك دليل قاطع آخر يتمثل بالفيلم الوثائقي الذي أعدته الأطراف الإرهابية المسلحة وبينت من خلاله كيف أنها تتمتع بالتقنيات العلمية التي تؤهلها لصناعة الأسلحة الكيميائية الفتاكة وهى تعلن عن ذلك مباشرة.