قال سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي إن "البعض يحاول أن يقدم صورة سوداوية للأوضاع في المغرب"، مشيرا إلى أن البلاد "تعيش استقرارا يفتقده الكثيرون". وأضاف العثماني، خلال كلمة له اليوم السبت في ختام المؤتمر الوطني التاسع لشبيبة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البلاد، إنه "يجب التحلي بالإيجابية في تقييم الأوضاع، ورؤية النصف المملوء من الكأس، لا الجانب الفارغ منه فقط"، معتبرا أنه رغم وجود مشاكل اجتماعية وسياسية، إلا أن الحكومة تناضل لمعالجة هذه الإشكالات بطريقة إيجابية للاستمرار في الإصلاح. وأشار العثماني، وهو عضو بالأمانة العامة للحزب الحاكم، إن المغرب يعيش "حالة استقرار"، و"يسمح فيها للجميع بالتعبير عن الاختلاف وبحرية الرأي"، ويمكن لمن يختلف مع الرأي الرسمي أن يعبر عن ذلك "دون أن يتعرض له أحد، وأن يدخل بيته مطمئنا". وتسعى الحكومة المغربية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) إلى ترميم أغلبيتها، عبر إطلاق مفاوضات مع أحزاب سياسية ممثلة في البرلمان، عقب انسحاب وزراء حزب الاستقلال المغربي، ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد، في 10 من يوليو/ تموز الماضي، لكن لم ترشح عن تلك المفاوضات بعد ملامح الحكومة القادمة. ولا تزال المفاوضات جارية بين حكومة عبد الإله بنكيران من جهة، وصلاح الدين مزوار رئيس أكبر حزب معارض في البلاد، حزب التجمع الوطني للأحرار (وسط) من جهة أخرى، لضمه إلى الائتلاف الحاكم، بعد أن صارت أحزاب المعارضة في البلاد أغلبية نيابية. ومنح المجلس الوطني (أعلى هيئة تقريرية) لحزب التجمع الوطني للأحرار، لرئيسه مزوار، خلال اجتماع استثنائي له بداية الشهر الجاري، الضوء الأخضر للتفاوض حول "الشكل والكيفية" التي سيشارك بها الحزب في الحكومة. ويتشكل الائتلاف الحاكم في المغرب من أحزاب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية (يساري)، والحركة الشعبية، وحزب الاستقلال (محافظ) قبل إعلانه الانسحاب، بسبب ما قال إنها "اختلالات في عمل الحكومة وعدم قدرتها على تحقيق ما وعدت به من تحسين للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية". وكان رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران قد قال، في كلمة له خلال افتتاح أعمال مؤتمر شبيبة حزب "العدالة والتنمية" الأحد الماضي، أنه فضل إطلاق مفاوضات مع أحزاب سياسية مغربية ممثلة في البرلمان من أجل ترميم الأغلبية الحكومية، ليعود ويؤكد أنه في حال فشل هذه المفاوضات سيعود إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس لإخباره "أن الأمور لم تتيسر". وواصل بنكيران في أول خروج جماهري له بعد إعلان حزب "العدالة والتنمية" عزمه إجراء مشاورات سياسية لترميم الحكومة، رسم السيناريوهات التي يمكن أن تتجه إليها البلاد، حال تعثر مسلسل التفاوض الجاري، قائلا "إن الحزب مستعد لكل الاحتمالات". وتابع أن حزبه "مُصر على المضي في مسيرة الإصلاح" التي اختارها الحزب في ظرفية كانت البلاد حينها مهددة في استقرارها وأمنها، رغم ما يتعرض له عمل الحكومة التي يتولى قيادتها من تشويش وأن حزبه غير متشبث بالسلطة ومستعد للقيام بدوره من أي موقع كان". وغداة المظاهرات الحاشدة التي عرفها المغرب والتي قادتها حركة 20 فبراير الاحتجاجية بالتزامن مع ثورات الربيع العربي في دول الجوار الإقليمي، أعلنت السلطات المغربية عن انتخابات تشريعية مبكرة في 25 نونبر سنة 2011، تصدرها حزب العدالة والتنمية ليشكل إلى جانب أحزاب أخرى، أول حكومة مغربية بعد التعديل الدستوري الذي دعا له عاهل البلاد شهر يوليو من العام نفسه.