ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن الاعتذار الرسمي التي قدمته إسرائيل للحكومة التركية منذ ستة أشهر بسبب حادثة السفينة مرمرة، كان عبارة عن غلطة فادحة، لافتة إلى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رأى أن ذلك الاعتذار هو نوع من أنواع الضعف. وقد ذكرت الصحيفة في تقرير لها - على موقعها الإليكتروني - أن اسرائيل قد ركعت أمام أنقرة وسألت المغفرة على خطأ لم ترتكبه، وفى المقابل بصقت تركيا فى وجهها .. مضيفة "أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يواصل تحقيره لنا علنا ويوجه إلينا أصابع الأتهام زيفا، ولم يبادر بإظهار بعض إشارات التصالح على الرغم من اعترافنا ونحن راكعين كما لو كنا متهمين فى محكمة علنية بأننا كلنا المسئولين عن حادثة السفينة مرمرة". وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور قال في الليلة التي قدمت فيها الحكومة اعتذارها : "لا أعتقد ان أردوغان سوف يستمر في مهاجمة إسرائيل كالسابق، ولكن أردوغان استمر في ذلك .. فبمجرد حصولة على الإعتذار بدأ بعقد مهرجان إذلال للإسرائليين متهما إيانا الأسبوع الماضي بأننا خلف عزل الرئيس محمد مرسي فى مصر.. هذا الإتهام الذي أحرج حتى أعدائنا التقليديين". وأشارت الصحيفة إلى أنه وبما يتناقض مع موقفها السابق، لم تعد تركيا سفيرها إلى إسرائيل، بالإضافة إلى استفادتها من آلاف السائحين الإسرائيلين الذين يزورون مدينة أنطاليا السياحية .. وبناء على هذا المنعطف، فإن تركيا تعد ثاني أشد أعداء إسرائيل بعد إيران. وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن هذا يبرهن على أنه في تناقض للشعارات المألوفة، فإنه فى بعض الأحيان يكون من المهم أن تكون على صواب أفضل من أن تكون حكيما .. فإن تضحية إسرائيل بالقيم والأصول من أجل إقامة علاقات جيدة مع جيرانها أدى بها إلى الفشل الواحد تلو الأخر، فقد تخلى كل من نيتانياهو وعميدرور عن شرفنا مقابل السلام ولكن فى نهاية المطاف لم نحصل لا على الشرف ولا السلام. ورأت الصحيفة أن أردوغان ترجم اعتذار اسرائيل على أنه نوع من أنواع الضعف، واستنتج منه أنه يستطيع مواصلة اعتدائه علينا فلا يجوز سحب الأعتذار ولكن من الممكن أن نأخذ موقفا أقوى فيما يتعلق بمقاطعة الاتحاد الأوروبي لبناء المستوطنات، فعلى سبيل المثال تستطيع الحكومة أن تصرح بوقف برنامج "هوريزون 2000" طالما تستمر أوروبا بمنع إسرائيل من إقامة مشاريعها في الضفة الغربية وبهذا سوف تفكر أوروبا مائة مرة قبل إصدر أى قرار آخر بالمقاطعة، وربما سيجعل أردوغان يعيد تفكيره في موقفة تجاه إسرائيل.