باريس تدعو الرياض والدوحة إلى المساعدة في حل الأزمة في مصر دعت السلطات الفرنسية الأحد السعودية وقطر إلى المساعدة في إيجاد حل للأزمة في مصر بعد استقبالها وزيري خارجية البلدين اللذين يتخذان من هذه الأزمة موقفين مختلفين. واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إثر لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن من "واجب" الدول التي تربطها ب"مصر علاقات ثقة وصداقة أن تبذل كل ما بوسعها لوقف أعمال العنف وإجراء حوار سياسي وتمكين الشعب المصري من التعبير عن نفسه" عبر الانتخابات. وأضاف: "إذا كانت حرية التظاهر يجب أن تحترم، فلابد أيضاً من احترام الأمن". وقال هولاند أيضاً "من غير المقبول أن يشهد بلد كبير مثل مصر هذا المستوى من العنف"، في إشارة إلى سقوط نحو 750 قتيلا منذ الأربعاء. وتطرق هولاند إلى "المسؤولية المشتركة للدول العربية واوروبا وفرنسا في ان تعتبر السلطات السياسية المصرية خريطة الطريق "التي وضعها الجيش" مرجعاً للاسابيع المقبلة، وتتيح بذلك تنظيم انتخابات بشكل سريع". وأضاف الرئيس الفرنسي "بإمكان السعودية وفرنسا المساهمة في هذه العملية التي تعتبر الوحيدة الممكنة لمصر". ومع التأكيد على عدم رغبته في "المشاركة في أي تدخل في الحياة السياسية المصرية" شدد هولاند على ان فرنسا "قلقة ازاء اعمال العنف والقتلى الذين سقطوا باعداد كبيرة جداً". وكان وزير الخارجية لوران فابيوس شدد ايضاً خلال لقائه وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية على ضرورة دفع المصريين الى الحوار. وقال "الامر الواضح لكل الذين يتابعون الوضع في مصر هو ضرورة العمل سريعاً على وقف اراقة الدماء والتمكن من اجراء حوار بين المصريين. الامر ليس سهلا لكن على جميع البلدان الدفع في هذا الاتجاه". واضاف فابيوس "من المهم تعبئة كل الطاقات لكي يتمكن المصريون من التوصل الى حل". من جهته شدد الوزير القطري على "ضرورة التوصل الى حل سريع للأزمة ودعا الى الحوار بين كل المصريين" الا انه شدد على "ضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين توصلا الى حل". وأكد الوزير القطري أن بلاده لا تدعم طرفاً سياسياً في مصر، وقال "لم تساعد قطر ابداً طرفا مصريا او حزبا سياسيا مصريا. والمساعدة كانت دائما تقدم الى مصر". بالمقابل قال الوزير السعودي انه "يفهم تماما ان حرية التظاهر حق مضمون" في القانون الدولي، الا انه شدد على ان "على المتظاهرين في المقابل ان يلتزموا بعدم المساس بحياة المواطنين الاخرين وبالاملاك، وبعدم استخدام العنف". وتابع الامير سعود الفيصل "ليس بالامر البسيط ان ينزل 30 مليون مصري إلى الشارع طالبين من سلطاتهم ضمان امنهم وتنظيم انتخابات مبكرة". وعلى غرار الرئيس الفرنسي اعتبر انه لا بد من "العمل على اجراء انتخابات في مصر" على اساس خريطة الطريق. وبعد ان تطرق الى عزم الاتحاد الاوروبي على "مراجعة" علاقاته بمصر قال "لا يمكن ان نصل الى اي شيء بالتهديد". وحذر رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فون رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاحد الحكومة المصرية بان الاتحاد الاوروبي قد يعمد الى "مراجعة" علاقاته مع مصر اذا لم يتوقف العنف في هذا البلد. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الاحد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي قدمت بلاده بعكس قطر الدعم للنظام المصري الجديد "بمواجهة الارهاب".