لبى ملايين المصريين النداء الذى وجهه الفريق أول عبد الفتاح السيسى لتفويضه فى مواجة الارهاب والاخطار المحتملة , خرج الملايين دون تردد ولا اكتراث بمشقة الصوم وقيظ الشمس الحارقة , فقط كى يثبتوا للعالم أن هذه الملايين التى خرجت فى 30 يونيو هى جماهير حقيقية من دم ولحم , وليست "فوتو شوب" كما صورها البعض وأشاع وروج , وأن خروجهم اليوم جاء تأكيدا على مطالبهم وتفويضا للجيش بحماية بلادهم من الارهاب ومخاطره التى بدأت تداهم كل بيت . فى الاتحادية التى هى الأقرب لبيتى , كان المشهد مبهرا مبهجا ينعش القلب , ويبعث الامل فى جيل واعد يرفض تغييب العقل والبصيرة , والانسياق وراء المتاجرين بالدين الحنيف , السامى على كل مطامع السلطة والاستحواذ والهيمنة, شعب رفض بقوة السطو على مقدراته ومستقبله تحت شعار الدين , والدين منهم براء . تحولت منطقة الميرغنى ومحيطها إلى ساحة عرس وطنى يضم كل ألوان الشعب تصدح الأغانى الوطنية فى كل مكان , حتى أن بعض السيدات كن يحملن المسجلات التى تنبعث منها الأناشيد الملهبة للمشاعر فتحلق بالروح إلى سماء جديدة غابت عنا منذ عام .." تسلم الأيادى .. تسلم ياجيش بلادى " وصور الفريق السيسى فى كل مكان والاعلام ترفرف فوق الرؤوس تتشابك وتتماهى فى صورة بديعة , السيدات من كل الاعمار تجوب المكان بحيوية وشغف الظمآن إلى الماء .. السيسى رمز الوطن , رمز الانتماء الذى حاول الاخوان سحقه من قاموس التاريخ هكذا تردد بعض السيدات , واخريات مشغولات بترديد الهتافات الوطنية "تحيا مصر"يا امريكا ياملعونة مش عاوزين منك معونة " , وتتعالى الأصوات مجلجلة للتأكيد على الهوية , الوطن خط أحمر كما الدماء .. فى الأثناء حاولت مساعدة سيدة مسنة أرادت النزول من الرصيف المحاذى لخط المترو , أمسكت بيدها لمساعدتها , قالت بثقة وحزم .. "كله يهون علشان مصر .. ابنى ضابط بيخدم فى رابعة أدعوله" ومضت فى طريقها . هذا الخروج للملايين من أبناء الشعب جاء ليفوق يوم 30 يونيو بما لايدعو للشك, كنت أتأمل الوجوه وبالذات الشباب اليافع الذى أتى بصدر عار وقلب مفتوح , فوجدت الروح الثائرة محلقة فوق رؤوسهم , وفى قسمات وجوههم تصميم وعزيمة وثقة بأن القادم أفضل , لم يكن هناك تجاوز أو اختراق لعظمة اللحظة , فقد كانت بحق لحظة التأكيد بأن الشعب والجيش ايد واحدة . إن هذا التفويض الذى منحه الشعب لجيشه وقائده الاعلى للقوات المسلحة هو مسؤولية كبيرة على عاتق الفريق أول عبد الفتاح السيسى , وعبئ تنوء به الجبال فهو مطالب بتلبية النداء , وحماية هذا الشعب الذى وضع جل ثقته فيه , فالمخاطر تحيط بالبلاد وبالذات سيناء التى هى بحاجة إلى قوة ردع وحسم , تظهر بشائرها قريبا حتى لايتوارى الأمل وتلفنا عباءة اليأس , المهمة صعبة وشاقة والثمن باهظ , لكن يبقى نداء الواجب ورفعة شأن الوطن هدف أسمى وأغلى من أى ثمن . نقلا عن المصرى اليوم