استضافت واشنطن أمس الثلاثاء، بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن 49 من زعماء الدول الإفريقية، من خلال القمة الأمريكية الإفريقية، وتم مناقشة عدد من الملفات والقضايا الاقتصادية والسياسية ذات الاهتمام المشترك للأطراف المشاركة. ويحضر القمة، الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس التونسى قيس سعيد، ورؤساء دول الكونغو الديموقراطية وراندا، ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، و40 قائدًا من العواصم الإفريقية. وتعد القمة الأمريكية الإفريقية أكبر تجمع دبلوماسي تشهده الولاياتالمتحدة منذ جائحة كورونا، ووصف البيت الأبيض تلك القمة بأنها فرصة ذهبية لتمثيل "الاتحاد الإفريقي" بمقاعد دائمة في المنظمات والمبادرات الدولية، بما فيها مجلس الأمن. القمة الأمريكية الإفريقية وكشف مستشار الأمن القومى الأمريكى، جاك سويلفان، في مؤتمر صحفى، مساء أمس عشية انطلاق القمة، عن أن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، سيعين، الديبلوماسى، جونى كارسون، مبعوثًا أمريكيًا خاصًا للقارة السمراء، لتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه خلال القمة. وأكد سوليفان أن واشنطن، ستلتزم بتقديم 55 مليار دولار لإفريقيا حتى العام 2025 في إطار استراتيجيتها للدعم الاقتصادى والصحى والأمنى بالقارة السمراء، بما يتماشى مع استراتيجية الاتحاد الإفريقى 2063. وأضاف سوليفان، أن الرئيس الأمريكى، سيعقد عدة لقاءات ثنائية مع القادة الأفارقة مساء غد الأربعاء، عقب مأدبة عشاء سيدعوهم عليها ليعلن دعم بلاده ضم الاتحاد الإفريقى، لمجموعة العشرين، رسميًا، استجابة لمطلب رئيس الاتحاد، ماكى سال. ولفت سوليفان أن بايدن، سيُحى مساعى سلفه أوباما التي تتمثل في إنشاء مجلس استشارى للجالية الأفريقية بالولاياتالمتحدة، ليقدم المشورة للرئيس الأمريكى في عدة قضايا متعلقة بمشاركة هذه الجاليةمختتمًا بأنه: "آن وقت تمثيل أفريقيا بمقاعد دائمة في المنظمات والمبادرات الدولية". وفي ذلك الصدد، قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إنعقاد القمة الأمريكية – الإفريقية الثانية التي تستضيفها واشنطون تحدث في ظل أحداث دولية مضطربة، وفي إطار من الاستقطاب الدولي من الضغوط الواقعة على البلدان الإفريقية، وفي الوقت ذاتة تبحث واشنطن عن شراكة جديدة تعزز من خلالها علاقتها مع القارة السمراء، فمنذ انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية الأولى عام 2014 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما، تتابع الإدارة الأمريكية للرئيس بايدن صلاتها بالقارة التي تعد أحد أهم الأسواق السخية، والتي تمتلك قوة بشريه تصل لنحو مليار ونصف، سيضمهم منطقة تجارة حرة اقتصادية ستكون الأكبر على المستوى العالمي، في ظل قدرة بشرية شابة، فأن قارة إفريقيا تمتلك الكثير من الموارد التي تجعلها قوة اقتصادية لأي دولة كبري تبحث عن شريك جديد. وأكد حجازي – في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن واشنطن أدركت أن البلدان الإفريقية في إحتياج شديد إلى الحالة التنموية، وهذا يمحي وعودها السابقة وعدم تواصلها مع القارة الإفريقية بالشكل المناسب، هو ما أتاح للصين تثبيت أقدامها وبناء علاقات إستراتيجية واعدة مع القارة لتصل بحجم التجارة لنحو 350 مليار دولار، في مقابل 60 مليار دولار للولايات المتحدةالأمريكية، ما يجعل واشنطون هذه المرة تسعى لتقديم دعم تنموي يقترب من 55 مليار دولار خلال ثلاثة سنوات، وتجديد اتفاقية التجارة والتنمية "أجوا" الوتي ستنتهي عام 2025 والتي تخص فيها واشنطون أفريقيا جنوب السحراء دخول أسواقها بدون عوائد رسوم جمروكيه، وتسعى واشنطن أن تقدم لإفريقيا من خلال الاتحاد الإفريقي عضوية دائمة في مجموعة العشرين، والتي تسمح لها بأن يكون هناك منصة دولية للتعبير عن مصلحها وطموحتاتها، مما يعزز الشراكة الدولية المأمولة. وأضاف حجازي، أن روسيا ستسعى خلال الفترة المقبلة لعقد قمتها الثانية مع إفريقيا على نهج واشنطنوالصين، وكان السيد سيرجي بازروف منذ أسابيع قليلة في جولة لعدة بلدنا إفريقية، لتسبيت مساعي عقد القمة الروسية الإفريقية في الربع الأول من عام 2023، فهناك تنافس دولي لتوطيد العلاقات مع إفريقيا، ومن الضروري التأكيد على أن إفريقيا تسعى من خلال هذه العلاقات بناء شركات حقيقية مع كل الأطراف سواء إن كانت مع "الصين أو روسيا أو الولاياتالمتحدة"، مشيرًا أ، الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول أصبحت تدرك أهمية إفريقيا كسوق واعد يمتلك قوة بشرية كبرى وثروات معدنية مختلفة. السيسي يعتزم التركيز خلال أعمال القمة الأمريكية الأفريقية على موضوعات القارة الرئيس الموريتاني يتوجه إلى النيجر للمشاركة في القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي الشراكة الشاملة واختتم حجازي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه في القمة الصينية العربية والتي إقيمت في الرياض، نداء إلى بلدن تلك المؤسسات بالسعي لتبني مبادرات وسياسات تخفف الضغط على الاقتصاديات الإفريقية، والتي باتت محاصرة بين وطئة وتأثير سلبي الجائحة كورونا، وطأة وتأثير سلبي للحرب الروسية الأوكرانية التي لازالت مشتعلة منذ 10 أشهر تقريبًا، دون أي مبادرة تبشر بحلها، الأمر الذي يعكس أن ما تحتاجة إفريقيا وعلى واشنطون وغيرها من العواصم الكبري إدراكه هي علاقات قائمة على المصالح والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي. ويعقد على هامش القمة منتدى المجتمع المدني بعنوان "الشراكة الشاملة من أجل تعزيز أجندة 2063"، ويمثل منصة مشتركة بين كبار الممثلين الحكوميين والمجتمع المدني، ويتيح الفرصة لمنظمات المجتمع المدني أن تدلي برأيها فيما يتعلق بالفئات المهمشة في الحياة العامة وحقوق العمال ومكافحة الفساد وتعزيز المحاسبية . كما يعقد على هامش القمة، منتدى قادة شباب إفريقيا والمهجر، حيث يشدد على الالتزام بتعزيز الحوار بين المسئولين الأمريكيين والأفارقة في المهجر وتوفير منصة لشباب القادة الأفارقة من أجل التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الراهنة، ويتضمن المنتدى عدة جلسات حول التعليم العالي وتنمية وتطوير القوى العاملة والصناعات المبتكرة وتحقيق العدالة البيئية. ويعقد منتدى قادة الأعمال الأمريكيين والأفارقة تحت عنوان "الشراكة من أجل مستقبل أكثر ازدهارا لخلق فرص عمل وتحقيق النمو المستدام والشامل على جانبي المحيط الأطلنطي". وسيطالب الرئيس بايدن بدخول الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، وستتم مناقشة الأمر مع الهند التي تتولى رئاسة المجموعة خلال العام المقبل. يذكر أن القمة الأمريكية الإفريقية هي القمة الثانية من نوعها، حيث عقدت القمة الأولى في عام 2014 بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.