ربما تسمح سوريا لبعثة المراقبين العرب بالبقاء بعد انتهاء تفويضها يوم الخميس، لكن معارضى الرئيس السورى بشار الأسد يقولون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يتدخل لوقف العنف المستمر منذ عشرة أشهر. وهناك انقسام بين وزراء الخارجية العرب اللذين من المقرر أن يبحثوا الخطوة التالية بشأن كيفية التعامل مع سوريا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري كما هو الحال في مجلس الأمن الذي لم يتبن حتى الآن أي موقف. ودعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما مجددا إلى تغيير الحكومة قائلا: "إن مستوى العنف فى سوريا غير مقبول". ووردت أنباء عن مقتل المئات من كلا الجانبين منذ أن أوفدت جامعة الدول العربية مراقبين الشهر الماضي للتحقق مما إذا كانت دمشق تحترم خطة سلام قبلتها في الثاني من نوفمبر. وقال أوباما، بعد اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين في واشنطن يوم الثلاثاء: "سنواصل التشاور عن كثب مع الأردن لإحداث ضغط دولي وتهيئة بيئة تشجع النظام السوري الحالي على التنحي". وذكر مصدر في الجامعة العربية أن دمشق ستقبل تمديدا لبعثة المراقبة لمدة شهر لكنها لن تقبل توسيع مهامها، ويقول منتقدو البعثة إن كل ما فعلته هو توفير الغطاء الدبلوماسي للأسد وجعلته يكسب الوقت للتخلص من معارضيه. وقالت الأممالمتحدة يوم 13 ديسمبر إن قوات الأمن التابعة للأسد قتلت أكثر من خمسة آلاف شخص منذ اندلاع الانتفاضة قبل عشرة أشهر، وبعد تسعة أيام قالت الحكومة إن "مجموعات إرهابية مسلحة" قتلت ألفي فرد من قوات الأمن. وصرح وليد جنبلاط، زعيم الدروز في لبنان، والذي نأى بنفسه عن دمشق في الأشهر القليلة الماضية، بأن بعثة المراقبين العرب لم تتمكن من وقف إراقة الدماء، مضيفًا "أشعر بقلق متزايد بشأن احتمال أن تنزلق سوريا لمزيد من العنف.. بل ربما حرب أهلية". وتنص خطة السلام العربية على أن توقف سوريا العنف وتسحب القوات من المدن وتفرج عن المحتجزين وتسمح بدخول المراقبين ووسائل الإعلام وتجري حوارا مع قوى المعارضة. وقال سكان فى الزبدانى إن الهدنة صمدت يوم الأربعاء في البلدة الواقعة قرب الحدود مع لبنان، حيث تحارب القوات الحكومية مسلحين معارضين للأسد، لكن جماعة سورية معارضة قالت إن نيران المدافع الثقيلة والانفجارات هزت مدينة حمص. وقالت مواطنة، عرفت نفسها باسم ريتا وهى من سكان الزبداني: "حتى الآن ليس هناك قصف او اطلاق للنار، الوضع هادئ، لكن الجيش ما زال يحاصر المنطقة.. الاتفاق الذي تم التوصل اليه أمس هو أن ينسحب الجيش وأن ينسحب مسلحو المعارضة من الشوارع وتزال الحواجز". وهاجمت قوات سورية مدعومة بالدبابات، الزبداني يوم الجمعة في أكبر هجوم عسكري على قوات المعارضة منذ أن بدأ المراقبون مهمتهم في 26 ديسمبر. وصرح ميشيل كيلو، وهو كاتب سوري معارض أمضى ست سنوات في السجن، بأن الوضع متأزم في سوريا. وأضاف: "أعتقد أن الاسد يريد أن يجعل الصراع اقليميا باشراك ايران وحزب الله (اللبناني) والعراق ويهدد دول الخليج بحرب طويلة". وقال رياض الاسعد، وهو قائد الجيش السوري الحر المؤلف من منشقين عن الجيش السوري، إن جهود الجامعة العربية منيت بالفشل، مضيفًا: "لهذا نطلب منهم تحويل الملف للمجلس الاعلى الامني (مجلس الامن الدولي) ونطلب من المجتمع الدولي التدخل لانهم أجدر بحماية السوريين خلال هذه المرحلة من أخوة العرب". وقال مصدر في الجامعة العربية ان الصين وروسيا اللتين منعتا مجلس الأمن حتى الآن من اتخاذ أى إجراء ضد سوريا، وحثتا الاسد على قبول تمديد بعثة المراقبة للحيلولة دون التصعيد الدولي. وأضاف المصدر أن سوريا ستسمح بزيادة عدد المراقبين، لكنها تعارض منحهم مهام تقصي الحقائق بشكل رسمي أو السماح لهم بزيارة "مناطق عسكرية" استبعدت من خطة السلام. واقترحت قطر ارسال قوات عربية، وهى فكرة رفضتها سوريا، ومن المرجح ان تعارضها دول عربية حليفة.