قالت جامعة الدول العربية ، إنه سيتم تنظيم المنتدى العربي الزراعي في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر المقبل في المملكة الأردنية الهاشمية، تحت شعار "الأمن الغذائي العربي في مواجهة التحديات". جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم الأحد للسفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون الإعلام، والدكتور إبراهيم الذخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والمهندس عوني كلوب رئيس ومؤسس المنتدى الزراعي العربي، وعدد من رؤساء وممثلي الجهات المشاركة في تنظيم المنتدى، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة. وقال السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون الإعلام، إنه سيتم تنظيم المؤتمر من قبل الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع المنتدى العربي للتنمية الزراعية والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، واللجنة الاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا) ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) واتحاد المرأة العربية. وأضاف أن الأمانة لجامعة الدول العربية تتطلع لأن يكون هذا المنتدى إضافة للتعاون العربي في المجال الزراعي، وإطار تقني وفني بما يسهم في ضمان العيش الكريم وتأمين الغذاء للجميع. وأشار خطابي، إلى أن مجلس الجامعة على مستوى القمة خلال دورته العادية 31 بالجزائر اعتمد استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة 2030-2020 مع تكليف المنظمة العربية للزراعة بتنفيذ البرامج الواردة في هذه الاستراتيجية وحشد التمويل اللازم لها بالتعاون مع كافة الأطراف ذات الصلة.. كما اعتمدت القمة البرنامج العربي لاستدامة الأمن الغذائي الذي تم عرضه من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي في يوليو الماضي. وأوضح أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) دقت ناقوس الخطر بسبب معاناة 2,1 مليار نسمة من الفقر و767 مليونا من الفقر المدقع معظمهم في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط التي تعاني من انخفاض في الإنتاج الزراعي وظاهرة التصحر وندرة في المياه. ولفت إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن العالم العربي من أكثر مناطق العالم تأثراً بتغيرات المناخ، مما سينجم عن ذلك تداعيات على الأمن الغذائي الذي قد يتفاقم مع استمرار الحرب في أوكرانيا وزيادة معدلات التضخم وتذبذب الأسعار في السوق العالمي وانكماش مستويات المخزون الغذائي. وأكد خطابي، على الأهمية الكبيرة للقطاع الزراعي بحكم دوره الأساسي في تحقيق الأمن الغذائي وارتباطه بالمجالات الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن القضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية تتصدر أهداف التنمية المستدامة الأممية لعام 2030 وهي الأهداف التي تسعى الجامعة العربية لمتابعة تنفيذها على المستوى الإقليمي، بحرص شخصي مع معالي الأمين العام. وقال إن تحقيق هذه الأهداف يظل بعيد المنال في ظل اضطراب الوضع الدولي والصراعات الجيو سياسية وتفاقم الأزمات بما في ذلك انحسار تدفقات السلع الأساسية من الأرز والقمح والذرة. وشدد خطابي على أن هدف المنتدى تعبئة القدرات العربية الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي عبر آليات محكمة في إطار التعاون بين الأطراف العربية، والشركاء الدوليين، وكذلك العمل على تحسين البحث العلمي لتحسين الإنتاجية، ومنح القطاع الزراعي امتيازات في المجال الضريبي، والتأكيد على أنه لا تنمية حقيقية دون إشراك فعلي للمرأة، مشيراً إلى أن نسبة مساهمة المرأة القروية في الإنتاج الزراعي العالمي نسبة مشرفة جداً، مشيرا إلى أن هناك توجها عربيا يعطي أولوية قصوى للأمن الغذائي. وفي رده على أسئلة الصحفيين.. قال السفير خطابي إن توصيات المنتدى لها قيمة معنوية وسلطة أخلاقية وتأثير على الحكومات وصانعي القرار، نظراً لأن المنتدى له دور مهم في وضع اقتراحات وأفكار واستراتيجيات يمكن أن تطبقها الحكومات، كما أن المنتدى يتوجه للفاعلين في المجال الزراعي، من غرف، ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث الزراعية وجهات القطاع الخاص. وقال السفير خطابي إن المنتدى يتناول موضوع يهم المواطن العربي ويقع في صلب واقعه المعيشي، حيث إنه على امتداد الوطن العربي يتم استغلال فقط 5 % من المساحة المخصصة للنشاط الزراعي، وهناك حاجة ماسة لمزيد من الاهتمام بهذا القطاع. وأكد على ضرورة إعادة الاعتبار للفلاح وسكان الريف، مشيرا إلى تزايد الهجرة من الريف للحضر، حيث أن ثلثي سكان العالم في 2050 سيعيشون في الحضر، وفي الدول العربية النسيج الجغرافي يميل إلى تزايد سكان الحضر على حساب الريف مما يؤثر على القطاع الزراعي، نظراً لأن سكان الريف يتعرضون للتهميش وهذا يفسر الهجرة للمدن من الريف. وأشار إلى أن حدوث موجة من الأزمات التي أثرت سلباً على القطاع الزراعي مثل تغيرات المناخ، والحروب والصراعات الأهلية والنزاعات وما يترتب عليها من نزوح. وقال السفير خطابي ، إن المنطقة العربية تعيش أزمة بعد أزمة في المجال الزراعي، فكان هناك أزمة 2008 الاقتصادية والغذائية ثم جائحة كورونا إلى أن جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، التي دقت ناقوس خطر، للدول العربية لأن العديد منها تستورد نسبة كبيرة من الحبوب من روسياوأوكرانيا، اللذين يشكلان17 % من الإنتاج العالمي، مشددا على ضرورة إشراك كل القوى الحية للانخراط في مجال دفع التنمية الزراعية مثل المستثمرين ومؤسسات المجتمع المدني، والإعلام. من جانبه، قال المهندس عوني كلوب رئيس المنتدى الزراعي العربي إن المنتدى ينظم بالتعاون مع الجامعة العربية وعدد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع وأتحاذ قيادات المرأة العربية، والأسكو، ويعقد تحت رعاية رئيس مجلس الأعيان في الأردن فيصل عاكف الفايز. وأشار إلى أن الزراعة رافد مهم للغاية للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، والأولوية التي أعطيت لملف الزراعة في قمة الجزائر خير دليل على أهمية الزراعة بالنسبة للدول العربية. ونوه بتصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التي سبقت القمة العربية، بأن موضوع الأمن الغذائي يحتل أولوية للعمل العربي المشترك، حيث أكد الحاجة لعمل تكاملي لمواجهة الفجوة الغذائية العربية ولابد من تدشين استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي العربي. وقال كلوب، إن المؤتمر سوف يعقد على مدار ثلاثة أيام من خلال جلسات العمل، سيتناول خلالها الخبراء، عدة محاور منها مناقشة قرار قمة الجزائر فيما يتعلق بالأمن الغذائي في المنطقة العربية، وكذلك واقع الأمن الغذائي العربي في ظل الظروف والتحديات الحالية، ثم البرنامج العربي لاستدامة الأمن الغذائي، والاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة 2020/2030. وأوضح أنه سيكون هناك جلسة مخصصة للتغير المناخي، وآثارها على الزراعة في المنطقة العربية، والدور المنوط للقطاع الخاص في الإنتاج الزراعي، وسيكون هناك جلسة للبحث العلمي والابتكار والزراعة الذكية، مشيرا إلى أن إنتاجية الأرض في بعض الدول المتقدمة، ثلاثة أضعاف بعض الدول العربية، وهناك حاجة لمعالجة هذه المشكلة. وأكد رئيس المنتدى الزراعي العربي ، على ترابط قضايا الزراعة والمياه، وكذلك دور المؤتمر في التعرف والإطلاع والممارسات الريادية في الزراعة وسبل تطويرها ، مشيرا إلى أن آفاق النهوض بالقطاع الزراعي رحبة، وقرارات القمة العربية هي ترجمة لإرادة عربية في هذا الموضوع. وأعرب عن أمله أن يشكل المنتدى فرصة ليكون نقطة انطلاق في مجال التنمية الزراعية في الدول العربية، مشدداً على أن التنمية الزراعية تساهم في الحد من الهجرة للريف للمدينة. وأشار إلى أن رئيس مركز البحوث الزراعية بمصر، اقترح عقد اجتماع لرؤساء مراكز البحوث الزراعية في الدول العربية خلال المؤتمر. من جانبه، أشاد مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، إبراهيم الذخيري، باهتمام القمة العربية بالجزائر بالملف الزراعي، مشيرا إلى أن مؤتمر كوب 27 الذي تستضيفه مصر في شرم الشيخ، سيتناول تأثير التغيرات المناخية على العديد من القطاعات منها الزراعة، ولهذا السبب تقرر عقد المنتدى بعد هذين الحدثين المهمين. وقال إن الهدف من عقد هذا المنتدى أن يكون آلية من آليات تنفيذ قرارات القمة العربية، ومؤتمر شرم الشيخ للمناخ، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث هناك عن ضرورة الانتقال من مرحلة الالتزامات والقرارات الصادرة عن مؤتمرات المناخ إلى مرحلة التنفيذ. وأشار الذخيري، إلى أن في مؤتمرات المناخ في طوكيو وباريس ثم غلاسكو كان هناك عدد كبير من الالتزامات والقرارات، وفي مؤتمر شرم الشيخ سيتم التركيز على تنفيذها.. متابعا، "هذا ما نريد من المنتدى الزراعي العربي، حيث أن هناك قرارات من قبل القمة العربية، لا بد بحث كيفية تنفيذها، وبالتالي نعول على المنتدى لأن يكون آلية متقدمة لإنفاذ قرارات القمة في مجال الزراعة". وقال إن جوهر عمل المنظمة العربية للتنمية الزراعية هو العمل على تنفيذ وثيقتين أقرتهما القمة العربية هما استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة، والبرنامج العربي لاستدامة الأمن الغذائي، مشيرا إلى حرص المنظمة على التعاون مع المنتدى لتنفيذهما.