قال أكينوومي أ.أديسينا رئيس البنك الإفريقي للتنمية إن القارة الإفريقية بحاجة إلى 424 مليار دولار من الدعم المالي العالمي خلال عام 2022 الجاري للتأقلم مع التأثيرات الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا. وأوضح أن القيمة الإجمالية للدعم المالي الموجه للدول الأفريقية بلغ فقط 89،5 مليار دولار، وهو مبلغ لا يمثل سوى نسبة 3،5٪ من ناتج القارة القومي الإجمالي، وهو مبلغ يعادل أيضا نسبة 0،5% إلى 0،6٪ من إجمالي الدعم المالي الذي تم توجيهه للدول على مستوى العالم لمساعدتها في تخطي هذه الظروف. جاء ذلك خلال كلمته بالحوار الافتراضي بشأن سياسات إدارة الديون المستدامة في إفريقيا، والذي عقد قبيل مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الأفريقية (TICAD 8)، والمقرر انعقاده بالعاصمة التونسية يومي 28 و29 أغسطس الجاري. وقال أديسينا في كلمة مسجلة "لا يوجد أدنى شك أن جائحة كوڤيد 19 تسببت في صدمات اقتصادية كبرى، وألقت بأعباء مالية ثقيلة على الاقتصادات الإفريقية وعلى معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي والذي تراجع ليسجل -1،6٪ عام 2020 وهو أقل معدل للنمو خلال أكثر من عقدين، ولم يكد النمو الاقتصادي يتعافى ليسجل 6،9٪ في عام 2021، حتى تعرض مرة أخرى للتراجع إلى نسبة 4،1٪ جراء التحديات الجديدة التي فرضتها الحرب الروسية في اوكرانيا، فيما ظلت تأثيرات الوباء تلقي بظلالها لتقيد الانفراجة المالية التي كانت شهدتها الكثير من الدول الافريقية". وشدد أ.أديسينا على أن الدول الأفريقية ستحتاج على الأقل إلى 424 مليار دولار خلال العام الجاري للتأقلم مع تلك التأثيرات، قائلا إن هذا الموقف يزداد سوءا في وجود التغير المناخي، والذي يكلف القارة ما يتراوح بين 7 إلى 15 مليار دولار سنويا، وهي المبالغ المعرضة للزيادة لتصل إلى نحو 50 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، في الوقت الذي تشهد الإتاحة المالية المخصصة لمواجهة كل هذه التحديات فجوة كبيرة بين اقتصادات الدول المتقدمة والاقتصادات افريقيا. وذكر رئيس البنك الإفريقي للتنمية أنه من بين إجراءات مالية اتخذت عالميا بلغت قيمتها 17 تريليون دولار، تم تخصيص 13،5 تريليون دولار للاقتصادات المتقدمة، بينما وجهت مجموعة العشرين 1،8 تريليون دولار فقط للاقتصادات الناشئة، كما بلغت القيمة الإجمالية للدعم المالي الموجه للدول الأفريقية فقط 89،5 مليار دولار، وهو مبلغ لا يمثل سوى نسبة 3،5٪ من ناتجها القومي الإجمالي كما يشكل هذا المبلغ نسبة تتراوح بين 0،5% إلى 0،6٪ من إجمالي الدعم المالي الدولي. وتابع بقوله "يأتي ذلك فيما فقدت إفريقيا العديد من التدفقات المالية جراء الجائحة، وتراجعت تدفقات الاستثمار المباشر من 47،1 مليار دولار في 2019، إلى 39،8 مليار دولار في 2020. كما خرجت أموال المحافظ الاستثمارية من الدول الإفريقية بواقع 19 مليار دولار عام 2020، مقارنة إلى صافي تدفقات إليها بلغت 14،5 مليار دولار عام 2019، حيث هجر المستثمرون الأسواق الإفريقية إلى أخرى أكثر أمانا. كما انخفضت التحويلات المالية إلى دول القارة من 87 مليار دولار إلى 83،4 مليار دولار". ووجه أديسينا في كلمته التحية إلى شونيتشي سوزوكي وزير المالية في اليابان، وإلى مجلس محافظي مجموعة بنك التنمية الافريقي، مخاطبا قمة TICAD الثامنة التي ينظمها البنك الافريقي للتنمية، وحكومة اليابان، كما وجه تعازيه للرحيل المؤسف لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي. وقال "من جديد تقدم لكم اخلص التعازي ولكل الحكومة إزاء الحادث المأساوي باغتيال رئيس الحكومة السابق شينزو آبي، والذي كان صديقا عظيما لدول القارة الافريقية، والذي جسد نموذجا للقيادة والشراكة بين اليابان وإفريقيا، وبلغ بها آفاقا كبرى عبر مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الإفريقية "تيكاد"، والآن تفتقد القارة الإفريقية القائد شينزو آبي، وكذلك البنك الإفريقي للتنمية."