عرف عنه اليمن السعيد وأرض التراث العتيق .. إلا أن الحزن خيم عليها بعد ويلات الحرب التي امتدت طيلة سنوات على أرضه بسبب جماعة الحوثي الإرهابية وتدهور احواله لحد نددت به دول عربية وأوروبية ومنظمات أممية، وزاد على ذلك تعرضها تعرضها لتغييرات مناخية خطيرة تهدد حياة البشر والبنية التحتية، تسببت بوفاة العشرات في محافظات البيضاء وعمران وذمار وحجة ومأربوصنعاء، وفق بيان ل منظمة الصحة العالمية أصدرته الأربعاء، قالت فيه إن الأمطار الموسمية الغزيرة وما نتج عنها من فيضانات هائلة اجتاحت عدة محافظات في اليمن، منذ منتصف يوليو الماضي، تسببت بوفاة 77 شخصا على الأقل، بينهم أطفال. 35 ألف أسرة على حافة الهاوية منظمة الصحة العالمية أشارت في بيانها الصادر أن الأمطار والفيضانات تسببت أيضاً بتضرر ما يزيد على 35 ألف أسرة في 85 مديرية ضمن 16 محافظة، كما ألحقت أضرارا بالغة بمواقع النزوح والبنية الأساسية، بما في ذلك إمدادات المياه والخدمات العامة والممتلكات، بحسب السلطات المحلية. وأوضح البيان أن المنظمة استجابت سريعا لاحتياجات المجتمعات المحلية المتضررة من الفيضانات في اليمن، حيث قدمت احتياجات صحية ومستلزمات مختبرات، ودعمت فرق الطوارئ المتخصصة والبعثات الميدانية المشتركة جنبا إلى جنب مع السلطات الصحية الوطنية والشركاء في مجال العمل الإنساني. كما سيرت 4 فرق طوارئ متخصصة و6 سيارات إسعاف ميدانية، وأنشأت 34 نقطة للكشف المبكر عن الأوبئة في محافظة مأرب، إضافة إلى أنها أرسلت المزيد من الإمدادات الصحية الأساسية المخصصة للطوارئ إلى فرق الاستجابة السريعة وفرق الطوارئ الطبية في محافظات حجة والمحويت وريمة. ونقل البيان عن ممثل المنظمة في اليمن، أدهم رشاد، قوله إن "خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه والنواقل مثل الملاريا والكوليرا وغيرها من الأمراض السارية، آخذ في الظهور". أعربت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الثلاثاء عن قلقها بشأن تأثير الأمطار الموسمية والفيضانات الأخيرة على سبل عيش المجتمعات المحلية في اليمن، فضلاً عن فقدان الممتلكات التاريخية التي لا تقدر بثمن. وقال مسؤول محلي في صنعاء إن السيول والأمطار تسببتا في تهدم عدد كبير من المنازل والمباني الطينية وانسداد قنوات تصريف السيول، وألحقت الأمطار الغزيرة أضرارا فادحة بنحو 500 منزل أثري في صنعاء القديمة. وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية في صنعاء أخلت مسؤوليتها من أي تدخلات أو استجابة طارئة لتقديم العون والمساعدة ل3 آلاف أسرة يمنية متضررة في 10 مديريات في العاصمة، إلى جانب 300 أسرة أخرى لا تزال منازلها مهددة بالسقوط جراء سيول الأمطار وبحاجة إلى تدخلات عاجلة من قبيل عملية الإخلاء والإيواء وتقديم الغذاء وغيرها. ويأتي تخلي الانقلابيين عن مسؤولياتهم حيال وقوع أي كوارث سابقة أو لاحقة في صنعاء العاصمة ومدن أخرى متزامنا مع سلسلة تحذيرات أطلقها خبراء أرصاد حذروا فيها من منخفض جوي قادم من باكستان قد يلتقي مع منخفض جوي آخر ويجتاح في الأيام المقبلة مناطق يمنية عدة.