حسم المنتخب الإسباني مباراة نصف نهائي كأس العالم للقارات التي تستضيفها البرازيل حتى الثلاثين من الشهر الجاري على حساب نظيره الإيطالي ليتأهل إلى المباراة النهائية لمواجهة أصحاب الأرض على لقب البطولة. وكانت المباراة قد انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين في شوطيها الأول والثاني ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي ينتهي ايضا بالتعادل السلبي قبل أن يحتكما إلى ركلات الترجيح الماراثونية التي حسمها أبطال العالم لصالحهم. بدأ المنتخب الإسباني المباراة بضغط هجومي على نظيره الإيطالي أملا في إحراز هدف مبكر يريح أعصاب لاعبيه ويضيع الماتادور أول فرص اللقاء عن طريق بيدرو. ويعتمد المنتخب الإيطالي على الهجمات المرتدة والارتداد السريع من الدفاع إلى الهجوم ولكنه لم يشكل خطورة حقيقية على مرمى خصمه. ويزداد إيقاع المباراة ويتبادل الفريقين الهجمات ولكن لم يشكلا خطورة حقيقية ويفشلا في هز الشباك حتى الدقيقة السابعة. وفي الدقيقة الثامنة يحصل منتخب إيطاليا على الركنية الأولى في المباراة ولكن لاعبي الآزوري يفشلون في ترجمتها وتخرج إلى ضربة مرمى. يهدئ الإسبان إيقاع اللعب لامتصاص حماس لاعبي إيطاليا الذين بدأوا في تكثيف هجماتهم على مرمى كاسياس ولكن دون أن يشكلوا خطورة حقيقية. وضح تصميم المنتخب الإيطالي على إحراز هدف السبق والثأر من هزيمة نهائي النهائي الأوروبي، ويستمر استحواذهم على الكرة وبناء العديد من الهجمات لكن لاعبي الماتادور يتعاملون مع هجماتهم وامتلاكهم الكرة بخبرة وهدوء شديدين. ومن آن لآخر يقوم الأسبان ببناء بعض الهجمات ولكن الكفاءة الدفاعية الإيطالية تنهي كل الهجمات دون خطورة، ويعاود الآزوري لهجومه وتضيع فرصة حقيقية للتهديف في الدقيقة الخامسة عشرة، وينقذ كاسياس فرصة مؤكدة أخرى من جانب إيطاليا من انفراد لماتيو. ويحصل الآزوري على ضربة حرة مباشرة تسدد نحو المرمى بمهارة شديدة ولكنها تمر بجوار القائم. ويواصل المنتخب الإيطالي هجومه الشرس على بطل العالم ويسببون حرجا بالغا لأبناء دل بوسكي بعد أن اخترق الآزوري جميع خطوطهم ولم يبق له سوى التسجيل بعد الأداء الرائع الذي قدمه على مدار الشوط الأول. ويبدأ إسبانيا في الظهور من جديد داخل منطقة العمليات الإيطالية ولكن على استحياء ولكن سرعان ما تعود الغلبة للطليان من جديد. وفي الدقيقة الحادية والثلاثين يحصل المنتخب الإيطالي على ضربة حرة مباشرة ولكن يفشل الفريق في الاستفادة منها. ويعاني الدفاع الإسباني تحمله عبء الشوط الأول حتى الدقائق الأخيرة من الشوط ليتحمل بكل شجاعة في وجه الهجمات الإيطالية المتتالية بالإضافة لتألق كاسياس في الكرات التي تصله. وفي الوقت الذي تسيطر فيه إيطاليا يظهر فيرناندو توريس ويضيع فرصة حقيقية لصالح أبطال العالم. يبدأ الشوط الثاني أكثر توازنا من الأول حيث بدأه الطرفين بهدوء، ولكن هذا الهدوء لم يستمر كثيرا حيث قاد أنييستا هجمة عنترية بمجهود فردي واتجه بالكرة نحو بوفون ولكن يسدد خارج المرمى. يرد المنتخب الإيطالي بهجمتين متتاليتين ولكن لم يسفرا عن شئ، ويبدأ الفريقان في تبادل السيطرة والهجمات دون تهديد حقيقي لمرمى أي منهما. ويظهر المنتخب الأسباني بمستوى أفضل من الذي ظهر عليه في الشوط الأول وحد كثيرا من خطورة الطليان الذي لم يظهر بنفس المستوى الذي كان عليه في الشوط الأول. وفي الدقيقة الحادية والستين يظهر عدم التركيز على المنتخب الإيطالي ويبدا أبطال العالم في السيطرة على الملعب شيئا فشيئا ولكن السيطرة تنحصر في منتصف الملعب. يصل الوقت إلى الدقيقة الخامسة والسبعين ويتقاسم الفريقين السيطرة ويتبادلان الهجمات ويفشلا كالعادة في هز الشباك وإن كانت فرص إيطاليا هي الأقرب ولكنها ليست بالخطورة التي تحقق التقدم للفريق، وفي الدقيقة الخامسة والثمانين يضيع بيكيه أخطر فرصة في اللقاء عندما تلقى كرة عرضية أمام المرمى ولكنه يخرجها بغرابة شديدة أعلى المرمى، ويواصل الأسبان الضغط قبل أن يهدأ إيقاع اللعب من جديد لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي أيضا. وفي الشوط الإضافي الأول يبدأ المنتخب الإيطالي دقيقته الأولى بكرة صاروخية في القائم ويرد المنتخب الأسباني بكرة لبيكيه ولكنها تضيع ويواصل الماتادور بعدها هجماته أملا في إحراز التقدم. ويواصل بيكيه إضاعة الفرص السهلة يليه فرصة سهلة لراموس في سلسلة من الهجمات المتتالية للإسبان. وفي الشوط الإضافي الثاني يواصل الإسبان ضغطهم ويضيع مات فرصة جديدة بعد تسلمه الكرة من الجهة اليمنى يدور بالكرة ويسدد خارج المرمى. وفي الدقيقة 115 يشتد الهجوم الإسباني الذي يصل لذروته ولكن بوفون يستطيع أن ينقذ فريقه من أكثر من فرصة وتتوالى إضاعة الفرص حتى الدقيقة الأخيرة ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي يحسمها الماتادور لصالحه ويتأهل لمواجهة أصحاب الأرض في المباراة النهائية.