أكد الدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب الدستور،أن العلاقة بينه وبين المجلس العسكري كانت تقوم في جزء منها على عدم الثقة،لافتاً إلى أنه كان متوجس خيفة منهم. وأوضح البرادعى، فى حوار له مع الحياة اللندنية، أن المجلس العسكري برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى طلب منه أن يكون رئيساً لمجلس الوزراء فى الفترة الانتقالية. وقال البرادعي: "رأيت طنطاوى في مكتبه في وزارة الدفاع، وكانت صلتي كذلك بمدير الاستخبارات العامة اللواء مراد موافي، وقال لي إنهم يريدون التواصل معي كي أكون رئيساً للوزراء وبدأوا يسألونني: إذا أصبحتَ رئيساً للوزراء، هل تبقي على هذا الوزير أم لا، ولم تكن إجاباتي على هواهم". وأكد البرادعي أنه التقى موافى أولا ً، مشيراً إلى أنه فى اليوم السابق كان يدخل غرفة مجاورة ليُحضّر أسئلة، يسألني إذا أصبحت رئيساً للوزراء فهل ستُبقي على الوزير الفلاني من دون ذكر أسماء. كانوا وزراء في الحكومة، فقلت له لا، إذا أبقيت وزيراً فسيكون ذلك على أساس الكفاءة، لا بد من أن يكونوا وزراء لا صلة لهم بنظام مبارك. وقال البرادعي:"السؤال الأساسي الذى سألنى عنه موافى بعيداً عن الوزراء أو غيرهم: ( إذا أتيتَ فهل ستنحّي جانباً طنطاوي بالكامل) ؟، فقلت له: هذا سؤال غريب، إن أتيتُ فسأكون رئيساً للوزراء وهو رئيس للبلاد، والحكم الفعلي له، ولابد من أن أستشيره. الخوف الأساسي كان أنني إذا أتيتُ رئيساً للوزراء فسأُنحّي طنطاوي والمجلس العسكري". واختتم البرادعي حديثه فى هذا الشأن قائلاً: " طنطاوي قال لي: الإخوان يضعون فيتو على مجيئك رئيساً للوزراء وأتمنى أن تقبل بأن تكون رئيساً للمجلس الاستشاري، فأجبته: لا أريد أن أكون رئيساً للمجلس الاستشاري، وإذا أتيتُ رئيساً للوزراء فستكون مهمة انتحارية. سأل: لماذا؟ فقلت له: لأن البلد ينهار، فقال لي: استشرتهم وهم وضعوا فيتو على اسمك.